مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار

صفحة 244 - الجزء 1

[معاني قدَّر]

  وقدّر مشدداً على معانٍ أيضاً:

  ١ - منها بمعنى خلق كما في قوله تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا}⁣[فُصِّلَت: ١٠].

  ٢ - وبمعنى أحكم كقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ٢}⁣[الفرقان].

  ٣ - وبمعنى بَيَّن، تقول قدر القاضي نفقة الزوجة.

  ٤ - وبمعنى قاس، يقال قدرت ذاك على ذا.

  ٥ - وبمعنى أفرض القول قدر ما شئت.

  ويجوز أن يقال إن الله تعالى قدر الواجبات.

  بمعنى فرضها وقدر الطاعة والمعصية بمعنى بينها، مقيداً لا بمعنى خلقها، خلافاً للمجبرة قالوا قال الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}⁣[الصافات].

  قلت: يعني خلقكم والحجارة التي تعملونها أصناماً.

  نعم وما كان من فعله تعالى فهو بقضائه وقدره، وعليه يحمل الحديث «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره» سمي شره شراً مجازاً لنفرة النفوس عنه كالأمراض والنقائص، والإيمان به اعتقاد أنه من الله تعالى بحكمة ومصلحة يعلمها.

  واعلم أن المجبرة هم القدرية لقولهم أن المعاصي بقدرة الله تعالى، ونحن ننفي ذلك، والنسبة في لغة العرب من الإثبات لا من النفي، كما يقال ثنوي ولكثر لهجهم به،