مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 251 - الجزء 1

  وجب تأويله بالتائب جمعاً بين الأدلة ورداً للمظنون إلى المقطوع به، وقد قال تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٢٣}⁣[النساء] والشفيع ولي ونصير.

  المسألة السادسة: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان وعلى قدر الطاقة والإمكان إذا تكاملت شروطهما لقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٠٤}⁣[آل عمران] وقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩}⁣[المائدة] وقوله تعالى حاكياً ومقرراً {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧}⁣[لقمان] الآيات وغيرها من الآيات.

  ولقوله ÷ «لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطاناً جائراً لا يرحم صغيركم ولا يوقر كبيركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم» وقوله ÷ «والذي نفسي بيده ليخرجن أقوام من أمتي من قبورهم على صور القردة والخنازير لما داهنوا من أهل المعاصي وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون» وقوله ÷ «لا يحل لعين ترا الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل» وقوله ÷ «ما من قوم يكون بين ظهرانيهم من يعمل بالمعاصي ولا يغيروا عليه إلا أصابهم الله بعقاب» إلى غير ذلك من الكتاب والسنة.

  واعلم أن شروطهما التي يتحتمان عندها سبعة: -

  الأول: التكليف لرفع القلم عن الصبي والمجنون.

  ثانيها: القدرة عليهما لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦].