مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 258 - الجزء 1

  الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩] والمراد بأولي الأمر هم الذين قد علمتموهم بصفاتهم التي لا تخفى عليكم على لسان نبيكم ÷؛ لأن الله تعالى لا يأمر إلا بطاعة معلومة.

  وروى الناصر # عن جعفر ابن محمد # لما سأله أبو مريم عن ذلك فقال: هم علي والحسن والحسين وذريتهم $، ذكر ذلك أبو القاسم البستي في كتابه الباهر، وقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}⁣[يوسف: ١٠٨].

  وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده إلى جعفر بن محمد @ قال: هي ولايتنا أهل البيت لا ينكرها أحد إلا ضال، ولا ينتقص علياً إلا ختالاً⁣(⁣١).

  وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}⁣[الطور: ٢١]، وقوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}⁣[الأنفال: ٧٥] وغيرها من الآيات.

  وأما السنة: فمثل خبري السفينة «وإني تارك فيكم» وقوله ÷ «فمن قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال» «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم» «من أمر بمعروف ونهى عن منكر من ذريتي فهو خليفة الله وخليفة كتابه وخليفة رسوله» «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين»، «قدموهم ولا تقدمو عليهم» وقد سبقت الإشارة إليها وإلى غيرها من رواية الموالف والمخالف مما تواتر معنىً وأفاد الإمامة قطعاً.

  وأما الإجماع: فقد انعقد إجماع طوائف الأمة على صحة الإمامة في العترة فثبتت لهم وما يدعيه بعض الطوائف من صحتها في غيرهم باطل مردودٌ.


(١) في المطبوعة: ولا ينتقص علينا إلا ختال.