الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار
  قال صاحب الكشاف ¥: شبه حال الدنيا في نضرتها(١) وبهجتها وما يتبعها من الهلاك والفناء بحال النبات يكون أخضر وارقاً ثم يهيج فتطيره الرياح كأن لم يكن.
  وفي الحديث «حب الدنيا رأس كل خطيئة»، وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «أيها الناس إن هذه الدار دار التواء لا دار استواء ومنزل ترح لا منزل فرح، من عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء، ألا وإن الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى لا دار عقبى فجعل الدنيا لثواب الآخرة سبباً وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجيزي، إنها لسريعة الزوال، وشيكة الانتقال، فاحذروا رضاعها لمرارة فطامها، واهجروا لذيذ عاجلها لكريه آجلها، ولا تسعوا لعمل في دارٍ قد قضى الله خرابها، ولا تواصلوها وقد أراد منكم اجتنابها فتكونوا لسخطه متعرضين، ولعقوبته مستحقين» رواه الشريف أبو القاسم زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي في الأربعين.
  وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله ÷: «مالي وللدنيا إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها».
  وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالم ومتعلم» أخرجه الترمذي.
  وأخرج الترمذي من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله ÷: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقا كافراً منها شربة».
(١) في الأصل: تصرفها، وما أثبتناه من المطبوعة.