جواب الإمام # على السؤال وتذييله للأجوبة السابقة
  المعلوم أن فيهم من ليس على ذلك الرأي تشدداً في الدين، وحماية لشريعة سيد المرسلين، ذكر ذلك في الحدائق الوردية، واللآلئ المضيئة.
  وهذا دليل على جواز قتل من لا يجوز قتله، مع عدم إمكان التمييز، وأن للأئمة التوصل إلى قتل هؤلاء الملاحدة واستئصال شأفتهم بكل ممكن وإن تعدى إلى قتل من لا ذنب له.
  وهذا الإمام الذي فعل ما ذكرنا من كبار الأئمة وعلمائهم، وأهل الجهاد الكبير، وقد وصلت دعوته اليمن وتلقاها علماء الزيدية والأشراف بالقبول، ونفذت الأوامر، وكذلك الإمام المهدي علي بن محمد رمى بعض حصون الباطنية في خبان بالمجانيق، وفيهم النساء والصبيان واستأصلهم، وولده الإمام الناصر صلاح الدين رمى حصون همدان بالمنجنيقات والنفط ودمرهم كل التدمير، وقتلهم ومثَّل بهم، حتى قيل إنه أمر للبقر التي يداس بها الزرع فداس رؤوسهم وجمع أضراس القتلى وجعلها في قبة صغيرة مجاورة لقبره في مشهده المعروف بمسجده المسمى به بمدينة صنعاء المحمية مبالغة في التقرب إلى الله بقتلهم.
  وولده الإمام المنصور بالله علي بن صلاح الدين رماهم بالمنجنيقات والنفط في ذي مرمر، وحاصرهم أشد الحصار، وجمع عليهم الجموع وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم وفيهم من ذكر السائل.
  وقد سئل الإمام الهادي الحقيني عن هذه المسألة في قتال البغاة وكيف يقتل الشيخ الفاني والطفل والمرأة فأجاب: بأن ذلك نقمة على الظالمين، ومحنة للمستضعفين، يعيضهم عليها رب العالمين، وفي السلف الأخير من الأئمة المشاهَدِين الإمام المنصور