مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

نقل كلام الطوسي وشرحه حاكيا عن الفلاسفة

صفحة 39 - الجزء 1

  قال القاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس في شرحه على الثلاثين المسألة للشيخ العلامة أحمد بن الحسن بن محمد الرصاص حاكياً لكلام الفلاسفة وما يتعلق به: والقول إن لهذا العالم صانعاً فاعلاً مختاراً وهو مذهب جميع فرق الإسلام وأكثر فرق الكفر من أهل الكتب، وكثيرٌ من عبدة الأوثان، والخلاف في ذلك مع الملحدة والفلاسفة والدهرية والطبائعية والباطنية، ثم اختلفت هذه الفرق الضالة على قولين، فالملحدة والدهرية والطبائعية والفلاسفة المتقدمون ينفون المؤثر ويقولون لا صانع جملةً ولا تفصيلاً، ويقولون العالم قديم وما ثمة إلا ليل ونهار وشمس وأقمار وفلك دوار، وقد حكى الله تعالى مقالة الدهرية في قوله تعالى: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} الآية: [الجاثية: ٢٤].

  والقول الثاني وهو قول الباطنية والفلاسفة الإسلامية: إن أصل العالم علة موجبة وتلك العلة غير موصوفة بشيءٍ من صفات الإثبات لأنها لو وصفت تعددت وتكثرت وتلك العلة غير مختارة، والعالم ملازم لها في الوجود في القدم ملازمة شعاع الشمس لها.

  قالوا: ثم إن تلك العلة أثرت في ذات يقال لها عقل فحصل لهذا العقل خلال ثلاث، عقل لباريه، وهو العلة الموصوفة، وصحة وجوده في نفسه وإمكان وجوده من باريه، وهذه الخصال تتفاوت عندهم في الرتبة والشرف أشرفها صحة وجوده من باريه، وأوسطها عقل لباريه وأدناها إمكان وجوده في نفسه، ولأجل هذه الخلال الحاصلة أثرت في ثلاثة أشياء لأجل الأشرف أشرف ولأجل الأوسط أوسط ولأجل الأدون أدون، أثرت لأجل عقله لوجوده من جهة باريه في عقل ولأجل عقله لا مكان وجوده في نفسه في فلك ولأجل عقله لباريه في نفس فلك، ثم حصل لهذا العقل من الخلال ما حصل للأول وأثر في مثل ما أثر فيه العقل الأول، ولم تزل العقول كذلك إلى أن بلغت