مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[الفوارق بين الباطنية والفلاسفة]

صفحة 40 - الجزء 1

  عشرة والأفلاك تسعة والنفوس تسعاً والعقل العاشر هو المتولي لتأثير العالم من الإيجاد والإحياء والإماتة وسائر ما اشتمل عليه العالم منوط بهذا العاشر، فأما الذات المتقدمة وما يليها إلى العاشر فلا حظ لها في شيء من أمر العالم ولهم أقوال تخالف ذلك كلها متفقة أن الذي ينتهي إليه جميع العالم علة وأن العالم ملازم في وجوده وجودها في القدم وسموا هؤلاء فلاسفة إسلاميين لأنهم يقرون بظواهر الإسلام، وقيل لحدوث مذهبهم بعد بعثة النبي ÷.

[الفوارق بين الباطنية والفلاسفة]

  أما الباطنية فلهم أقوال جملة من جملة أقوالهم قول يشابه هذا إلا أنه يفارقه من ثلاثة أوجه:

  الأول: أنهم يقولون: إن هذه العلة غير موصوفة بنفي ولا إثبات حتى إنهم قالوا لولا الضرورة لما نفاها الله والفلاسفة لم يتكلموا على النفي.

  الثاني: أنهم يسمون العقل الأول سابقاً والثاني تالياً.

  الثالث: أنهم يقولون: العقل الثالث تحير لأنه لم يحصل له العلم من أول وهلة كما حصل لغيره من العقول من الخلال الثلاث، فحط في المنزلة العاشرة وسبقه ما بعده على سبيل العقوبة له فهو المنوط به أمر العالم عقوبة له ويسمون هذا العالم عالم الكون والفساد.

  ومنهم من قال: أمر العالم منوط بالعقل الثاني المسمى بالتالي، ويحكى عنهم أقاويل باطلة غير ذلك.