مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

جواب الإمام على سؤال ورد إليه في المفاضلة بين الأئمة

صفحة 407 - الجزء 1

  ومن أجوبته الشافية وأنظاره الوافية جواب سؤال ورد عليه

  لفظ السؤال:

  

  ما قول علماء الإسلام، وسادات الأنام، الفارقين بين الحلال والحرام، المأمورين من جهة الله بالبيان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيضاح في جواب السؤال، فاسأل العلماء بالله الذي لا يسأل إلا به بالإيضاح في شأن رجلين حدثت مذاكرة بينهما في شأن الإمام الأعظم العلامة أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، الحجة على الأمة في زمانه وبعد مماته، الناصر⁣(⁣١) لدين الله رب العالمين، المقتول ظلماً، ودارت المذاكرة في شأن قيامه بأمر الله وإقامته الحدود، فقال أحدهما: إنه يساوي جده الهادي يحيى بن الحسين ~ وعلى آبائه الكرام، فأجاب رجل ثالث يتسمى بالفقه وقال: لا يجوز لك أن تتكلم بمثل هذا الكلام إنه مثل يحيى بن الحسين وأنه لا يقع إليه شيء، فأجبت عليه أنه إمام، فقال: نعم، فقلت: إن آل محمد لا يفضل بعضهم بعضاً من الأئمة، والسيرة الحسنة، وأنهم على السواء من عند إمام زماننا إلى عند زيد بن علي الشهيد ~، إلا أنهم يتفاضلوا⁣(⁣٢) في العلم، وأما الطريقة التي قاموا لأجلها فلا يفضل أحد على أحد، فما أمكنه إلا نفر وغضب، وقال: الناصر للحق عبد الله بن الحسن لم يُزِل المحابي، ولا تنزه عن الحرام، وأنه كان يأخذ المحابي ويستنفع بها، ويأهل منها، فافتونا مأجورين، فلم أستطع الجواب عليه حيث لم يكن لأئمة الحق شوكة فشكوت إلى الله ثم إليكم، فأوضحوا في الجواب، وطوّل عمركم والسلام، وأنتو الحجة المسؤولين في شأن ما اختلف فيه.


(١) هو الإمام الناصر لدين الله عبد الله بن الحسن، الذي قتلته الباطنية في قرية القابل وبها دفن شهيداً، وقد تقدمت ترجمته في السيرة المباركة.

(٢) الصواب: يتفاضلون.