ولفظ جواب إمامنا #
ولفظ جواب إمامنا #
  
  المتوكل على الله {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ٨}[آل عمران]، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٠}[الحشر].
  أقول في الجواب وبالله التوفيق، والهداية إلى واضح الطريق: إن عدم معرفة حق آل محمد الذين خلاصة خلاصتهم، ولب لبابهم، أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، أمرٌ خطير، ورزؤٌ عظيم، ليس شأنه عند الله باليسير، كيف لا يكون ذلك كذلك وهم الذين أوجب الله مودتهم والثناء عليهم، والتمسك بهم، وكيف يقوم بحقهم ويتمسك بهم من لا معرفة له بهم فهم قرناء الكتاب، والشهداء على عباده في البلاد، كما قضى بذلك محكم الدليل، والتلويح يغني عن الإسهاب، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، والجهل بحقهم، والإغماض عن مناقبهم، هو الذي أهلك المنحرفين من الأوائل، حتى مالوا عن طريقتهم، ورموهم بالصيلم فتفرقوا بسبب ذلك في الدين فرقاً، ومزقوا بغياً وعداوة مزقاً مزقاً، فضلوا بغمضهم حق آل نبيهم، وأضلوا ونازعوا أهل التأويل، ثم لم يكفهم ذلك حتى نسبوا إليهم الآثام والضلال، والتضليل إلا من عُصم وخلع ربعة(١) التعصب عن عنقه وتفهم الحق وفهم، {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}[ص: ٢٤] أولئك الذين حفظوا حق آل نبيهم الطاهر المطهر وثابروا على الحق وإن شق.
(١) كذا في الأصل، ولعلها: ربقة.