مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

جواب الإمام على سؤال ورد إليه في المفاضلة بين الأئمة

صفحة 410 - الجزء 1

  أهل زمانه، ولا يكون ذلك عذراً لأمته في عدم طاعته وتعظيمه وتوقيره ومعرفة حقه لما لم يكن مثل غيره من الأشياء في تلك الخلة أو الخلال المتفرد بها مع حصول مراد الله فيمن اصطفاه من عبيده، كذلك الأئمة سواءً سواء، وهذه الجملة لا تختلف فيها الأنبياء والأئمة ولا أتباعهم الصادقون فمن جعلها عذراً لتقاعده ووصمة وثلبة وسبب العداوة، فليس له في مقصده رضاءً ولا إرادة.

  [وجوب اتباع الإمام]

  إذا عرفت هذا، فلعمري أن الذي يجب على أهل زمن الإمام الأول من توقير إمامهم والقيام بحقوقه يجب على أهل زمن الآخر لإمامهم من وقتنا هذا إلى وقت إمام الأمة وصي رسول الله ÷ أبي الحسن، علي بن أبي طالب المؤتمن، وإن تفاضلوا فكل إمام حجة زمانه، ولا مخالفة في ذلك من أحد من الأئمة وأتباعهم المحققين، وكل منهم يروي فضائل الآخر ويرى له الحق، فمن رام التفضيل لبعضهم على بعض توصلاً إلى نقص الآخر وحطّه، فذلك مما لا يرتضونه ولا يقولونه، بل يعدون ذلك رفضاً وتفريقاً بين أئمة الحق، وقد قال الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني #، في رسالته إلى أهل طبرستان: المفرق بين الأئمة الهادين كالمفرق بين الأنبياء، حكى عنه ذلك السيد حميدان بن القاسم⁣(⁣١) في مجموعه، وقد روى الهادي #، في فضائل الإمام زيد بن علي #، مالم يكن فيه بخصوصه، وروى من روى عن الهادي #، مالم يكن في زيد بن علي #، وكذلك روى بعض الأئمة عن بعض مالم يكن في الآخر، وكل منهم يُقِرُ للآخر بالفضيلة والمزية، كما وقع في صحيفة زين العابدين علي بن الحسين #، من رواية متوكل بن عمير الثقفي، عن الإمام يحيى بن زيد # حين


(١) هو السيد العلامة الإمام الكبير المتكلم الأصولي لسان العترة حميدان بن يحيى بن حميدان بن القاسم بن الحسن بن إبراهيم الحسني صاحب التصانيف في علم الكلام، عاصر الإمام المهدي أحمد بن الحسين، وكان شاعراً فصيحاً بليغاً، وتوفي بهجرة الظهراوين.