مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

جواب الإمام على سؤال ورد إليه في المفاضلة بين الأئمة

صفحة 411 - الجزء 1

  سأله متوكل المذكور من أعلم أنتم أم بنو عمكم محمد بن علي الباقر؟ فأطرق الإمام يحيى بن زيد # إلى الأرض ملياً، وقال: كلنا له علم غير أنهم يعلمون كلما نعلم ولا نعلم كلما يعلمون.

  وقال أبو عبد الله الصادق #، لما حدثه متوكل بحديث يحيى # رحم الله ابن عمي وألحقنا به، وفي أمالي الإمام الناطق بالحق أبي طالب #، بإسناده قيل لجعفر بن محمد #، ما الذي تقول في زيد بن علي وخروجه على هشام؟ فقال جعفر بن محمد #: قام زيد بن علي مقام صاحب الطف يعني الحسين بن علي #، فكل من الأئمة معترف بفضيلة الآخر، ولو عددناهم وعيناهم لطال الكلام، ومن ذلك أنه اجتمع لدى محمد بن منصور المرادي أربعة من الأئمة كل منهم لَمَّحَ إلى الآخر بالقيام، واعترف له بالفضيلة والمزية، ذكر ذلك أبو العباس⁣(⁣١) في المصابيح.

  وإنما ذكرنا لك هذه المادة لتعرف أن المفرق بينهم غير ساعٍ في طريقتهم، وإن زعم أنه من أتباعهم، وأنه غاضب في ذلك لهم، وأنه من أشياعهم، كمن ذكره السائل، بل لا ينخرط في سلك مودتهم إلا من تولاهم جميعاً، ولم يفرق بين أحدٍ منهم، ولهذا يقول جدهم الصادق المصدوق ÷: «من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة»⁣(⁣٢).


(١) في الأصل: ابن عباس، والصحيح ما أثبتناه.

(٢) رواه الإمام يحيى في الانتصار (١/ ٢٠٥) وفي مناقب أمير المؤمنين (١/ ٤٢٦) وفي أمالي المرشد بالله (١/ ٥٩)، والإمام المنصور بالله في الشافي، وأبو العباس في المصابيح (٧٥)، وفي كنز العمال برقم (٣٢٩٥٩)، والطبراني في الكبير برقم (٤٩٢٧).