مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[حقيقة العقل عند الباطنية]

صفحة 42 - الجزء 1

  والثاني: على العقول العشرة المجردة.

  الثالث: على القوة الناطقة للنفس الناطقة التي تدرك هذه الأشياء من جهة الاشتراك، والحاصل مما نقل الفلاسفة من الطرق الثلاث، وما اتصل بها أن العقول أو مرادفها عشرة روحانية وأن النفوس ومرادفها تسع وهي روحانية أيضاً وأن الأجرام تسعة، وأن العقل العاشر الفعال والمادة هي القابلة لنحو الكون والفساد وأن العالم الكبير روحاني وجسماني كما ذكرنا، والروحاني جرياني وغير جرياني.

  الأول: الجاري في الهيولى، والثاني: الساكن عالم الأرواح، وجوهري أيضاً، وعرض فالأول حركة النار وضياء الشمس، والثاني نور القمر المستفاد من نور الشمس، والجسماني فلكي وعنصري، والفلكي آلي وغير آلي، وهو لطيف وكثيف، فاللطيف سماوي وغير اللطيف أرضي، واللطيف يطلق من جهة الإشتراك على ما يخرقه البصر كالماء والهواء والدخان، ويطلق على ما يداخل الأجزاء من خلف الحوايل كالنار والنور، ويطلق على ما يدرك والكثيف يطلق على ما لا يخرقه البصر، كالحجر والشجر والتراب، وأن الذي ينتهي إليه جميع العالم عندهم علة موجبة وأن أصول العالم قديمة لا التراكيب الفرعية اليومية والحوادث فمحدثة.

  فعرفت جملة أن كلام الباطنية باطناً هو كلام الفلاسفة إلا ما استثني أو ما ألبسوا بعض معانيه قوالب ألفاظ أخر حيلاً وتوصلاً إلى إبطال الإسلام بكل وجهة ومحاولة لإثبات العلة وإيجابها وتدرجاً إلى نفي الصانع الفاعل المختار، ويأبى الله إلا أن يتم نوره وأن يخمد نارهم وشرهم في شرهم فلقد ظهر إلحاد الفلاسفة وكفرهم فما ضر كضرر من خفي كفره واستتر من هؤلاء الباطنية النفسية الذي غمر ضرهم أهل