مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

جواب الإمام على سؤال ورد إليه في المفاضلة بين الأئمة

صفحة 412 - الجزء 1

  وقال ÷: «من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وأوصياه فهم الأئمة والأولياء من بعدي أعطاهم الله علمي وفهمي، وأن عترتي من لحمي ودمي إلى الله أشكوا من ظالمهم لا أنالهم الله شفاعتي»⁣(⁣١).

  وقال ÷: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» روى هذه الأحاديث الثلاثة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم # في مجموعه، وغيره من الأئمة وشيعتهم، فنسأل الله أن يجعلنا وأشياعنا ممن تولاهم، واعترف بحقهم، وسلك سبيلهم، حتى نشاركهم في صالح أعمالهم، بتوليهم والمحبة لهم.

  وحكي في نهج البلاغة للوصي # وقد قال بعض أصحابه لما ظفر بأصحاب الجمل: وددت بأن أخي⁣(⁣٢) فلان شهدنا ليرى ما نصرك الله على أعدائك، فقال له #: هو⁣(⁣٣) أخيك معنا؟ قال: نعم، فقال: «قد شهدنا والله لقد شهدنا في عسكرنا هذا قوم في أصلاب الرجال وأرحام النساء سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الإيمان».

  ومن أجزل غنماً ممن شارك أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، في أعمالهم ومقاساتهم ولم يقاس ما قاسوا لمجرد المحبة والتولي، ومن أخسر صفقة ممن حشر في فجرة الخوارج، نفاة الفضائل، الطاعنين على الهداة، بمجرد عقيدته وغمضه لحقهم، فنسأل الله لنا وللمؤمنين لطفاً إلى الخير قائداً، وعن الخسران والزيغ ذائداً.


(١) رواه في أمالي المرشد بالله عن ابن عباس (٢٥٩) والسيد حميدان في مجموعه، والإمام المنصور بالله في الشافي، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، والهادي بن إبراهيم في نهاية التنويه (٤٣) وفي المناقب (١٥٢)، وفي كنز العمال رقم (٣٤١٩٨).

(٢) الصواب: فلاناً، كما في نهج البلاغة.

(٣) كذا في الأصل، والصواب: أهوى أخيك، كما في نهج البلاغة.