السيف المسلول لقطع حبائل أهل العلة والمعلول
  البدو والحضر، بلى قد كشف الله سرهم وأطفأ شرهم ببركات أئمة الحق الطاهرين وأتباعهم في كل وقت وحين، وقد غر الباطنية كبراؤهم المجوس المبطلون {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء: ٢٢٧] وعن قريبٍ يستأصل الله جرثومتهم، ويخلي آثارهم.
  قالت الحكماء: والإنسان هو العالم الصغير فنفسه جامعة لما في العالم الروحاني وجسمه جامع لما في العالم الجسماني، ألا ترى جملة أن الحواس عشر، خمس باطنة يجمعها قول الشاعر:
  خيال ثم فكر ثم وهم ... وذكر ثم حفظ فهي خمس
  والظاهرة خمس يجمعها قول الشاعر:
  وأبصارٌ وذوقٌ ثم شم ... وسمعٌ ثم خامسهن لمس
  والغضب والشهوة، والسبع القوى الطبيعية وهي الجاذبة، والماسكة، والهاضمة، والدافعة، والغادية، والنامية، والمولدة.
  قال الرازي في بعض حواشي الكشاف في تفسير قوله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ٣٠}[المدَّثر] هذه القوى التسعة عشر هي الزبانية الواقفة على أبواب جهنم، في الأولى في البدن المانعة للنفس الناطقة من معرفة الله على وفق زبانية جهنم، في الآخرة ووفاء العشرين هي الحياة الجامعة للعقل والنفس على أنواعها الثلاثة، وأجزاء الجسم ثمانية جواهر بعدد مراتب الجرم؛ لأن الجرم مرتبته من العقول العشرة، المرتبة الثالثة فهي وما تحتها إلى العاشر ثمان، فالجسم إذاً ثمانية جواهر في كون الإنسان كالعالم الصغير.