مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

الموضع الثاني: في الجهاد

صفحة 430 - الجزء 1

  وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ٣٨}⁣[يوسف] نال منا أرباب العناد والوبال، ومن تنكب عن طريقة الآل من الاعراض لنيل الأغراض، وشفعوا عنادهم بالفعال، عنادهم بالمقال، عليهم وعلى أتباعهم، واستعانوا بمن لا يقبلون له قولاً ولا فعلاً، ولا يرون له حقاً، ولا يعدون أفعاله وأقواله صدقاً، إلا فيما كان فيه ثلب الأئمة وأتباعهم إذ مقصدهم عناد الحق من أي طريق تقبل، وبأي رواية تنقل، نشكوا إلى الله منهم، يطمعون أن تنالهم شفاعة جدنا المختار، وأن ينتظموا في سلك عباده الأبرار، وقد خذلوا آل رسول الله، وشاركوا في توهين دين الله، لا يكون ذلك، ولا ينالون ما هنالك، فإن آل محمد نجاة كل مؤمن، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، وقد علم كل عاقل، وذو فهم غير غافل، أن فريضة الجهاد، لا تقوم إلا بأعوان وأجناد، ولا يثبت الأعوان والأجناد، إلا بالزاد والمواد، والواجب على الإمام أن يبذل الوسع في الجهاد وينظر في تحصيل ما لابد من الزاد، مهما أمكن فما لا يتم الواجب إلا به يجب كوجوبه، والواجب على المسلمين أن يسمعوا له ويطيعوا ويبذلوا في نصرته ونصرة دين الله أموالهم وأنفسهم وأموال الله تعالى وإلا كانوا هم المقصرين دون الإمام، ولزمتهم الحجة ونالوا إن خالفوا أو خذلوا غضب الله والعياذ بالله، ونزلت بهم الجوائح من السماء والأرض ألا وإن الخليفة منا أهل البيت من وصفه الله تعالى بقوله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٤١}⁣[الحج] وبقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٠٤}⁣[آل عمران] وبقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ