السيف المسلول لقطع حبائل أهل العلة والمعلول
  قال الشاعر الباطني: [من المتقارب]
  دواك فيك ولا تشعر ... وداءك منك وتستكبر
  وتزعم أنك جُرمٌ صغير ... وفيك انطوى العالم الأكبر
  وأنت الكتاب المبين الذي ... بأحرفه تظهر المضمر
  وهؤلاء الفلاسفة هم ممن يقول بأن الأجسام لا تخلو من الأعراض كما يقوله أهل الإسلام، وأن أجزاء الجسم ثمانية جواهر، ومن الفلاسفة القدماء من يقول إن أصل العالم جوهر غير متحيز، وهم أهل الصورة والهيولى، فالجسم عندهم مؤلف من الهيولى والصورة، فأنواع الجوهر عندهم خمسة، الهيولى والصورة، والجسم والعقل، والنفس، ويعنون بالهيولى كل جوهر قابل للصورة، ويعنون بالصورة كل شكل أو نفس يقبله الجوهر، ولما كانت أنواع الجوهر عند قدماء الحكماء تتألف من جوهرين عندهم وهما اقتران الهيولى بالصورة [خمسة لأن](١) كل جسم لابد له من هيولى وصورة، وزمان ومكان وحركة على اختلاف في حقيقة الحركة وقسمتها إلى حركة على جهة الاستقامة والاستدارة كما مر.
  واعلم أن الصورة نوعان مقومة ومتممة، فالمقومة لذات الشيء هي التي إذا فارقت هيولاها بطل وجدان ذلك الشيء كالطول والعرض والعمق. فإذا فارقت الهيولى بطل وجدان الجسم والصورة المتممة للشيء هي التي تبلغ الشيء إلى أفضل حالاته التي يمكن البلوغ إليها، وإذا فارقت هيولاها بطل وجدان الهيولى كالسكون والحركة فإنها إذا فارقت الجسم لم يبطل وجدان الجسم، ومنهم من يقول أصل العالم جواهر غير
(١) هكذا في الأصل، إلا أنه مشكل عليه وساقط من (أ).