الموضع الرابع: في طرق مسائل الإمامة وقطعيتها
  من الحكم بالنكث والسباب، على من ذكر في الكتاب، فكان الأولى سد الباب، والنظر في سير الأئمة قولاً وفعلاً، فهم قرناء الكتاب الذين مقصدهم الدين، وتقوية مناره، وإحياء شعاره، وكَبْت أضداده، وقمع حساده، وقد تعارض الدعاة من آل رسول الله ÷ من دون تضليل، والجملة تغني عن التفصيل، فقد نكس بعض دعاة آل رسول الله ÷ رايته لما سمع بقيام داع بعده خشية أن يكون أكمل منه وأنهض، فيكون قد عاد على مقصوده بالنقض وترك واجب التنحي وأخل، وبعضهم كان يقول في محاورته لمعارضه جعلني الله فداك، وهو في منصبه إذ مقصدهم المقصد المرضي، وشعارهم الشعار الشرعي.
  وإن أحببت طرفاً من التفصيل بياناً وإن قيل في ذلك ما قيل.
  فنقول: اعلم ثبت الله أقدامك، وأرشدك في إحجامك وإقدامك، أن العلماء المشير إليهم صاحب الرسالة، والناظرين لأنفسهم وجه النجاة، طرائق باعتبار ما علموا وشاهدوا وسمعوا، واتفقوا في القدر المشترك؛ فمنهم من كان عالم بخروج صاحب الرسالة من طاعة الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم # بعد التولي من صاحب الرسالة أعماله، جمعة وجماعة، وقبض واجبات، وتجييش مقادمه وجيوش، وإمضا حدود، كل ذلك تولى صاحب الرسالة من طريق الإمام أحمد بن هاشم في بلاد خولان الشام في بلاد صعدة، فطلبوا من صاحب الرسالة التوبة فأظهرها عند قيامه ثم ظهر من أقواله خلافها، والمقاولة ابتداء وانتهاء شرحها يطول ولا حاجة لنا في ذلك إذ هي بينهم تفصيلاً، ومنهم من عرف نقصانه مع ذلك، وجعلوا فيه مزبوراً عليه علامات العلماء، وأجمع الحاضرون عليه، وهم المعتد بهم في الوقت في العلماء والحلماء والكملاء، ومنهم من ظهر له مع ذلك فيما ذكر وزبر الأرجحية على كل تقدير، ومنهم من سمع منه التبري، ومنهم من كان غائباً لم يحضر لا دخولاً ولا خروجاً ولا باشر ولا نظر بل سمع واستند إلى الدخول، والمعرفة الأصلية وحسن الظن عجيب، ومنهم