السيف المسلول لقطع حبائل أهل العلة والمعلول
  وجدنا بعد هذه الأشياء أسماء عارضة لها كالواحد والإثنين والطول والعرض، ومثلها فالتمسنا اسماً جامعاً لها فوجدناها الكم لأن هذه الأشياء تقع في جواب كم، والكم إما مقطوع أو منظوم، فالمنظوم ما كان بعضه لاصقاً ببعض كالخط والسطح والجسم التعليمي، ويسمى أيضاً الجهة(١) والزمان والمكان، فالخط عرض يقبل القسمة في الطول ونهايته النقطة، والنقطة عرض لا تقبل القسمة أصلاً، والسطح تقبل القسمة في العرض والطول ونهايته الخط، والجسم التعليمي عرض يقبل القسمة في الطول والعرض والعمق ونهايته السطح.
  والفرق بين الطبيعي والتعليمي أن الطبيعي جوهر قائم بذاته والتعليمي عرض قائم بالطبيعي، وأما الزمان فهو مقدار الحركة الاستدارية عندهم، والمكان إما سطح أو بعد مجرد عن المادة، والمقطوع ما كان بعضه مبايناً لبعض مثل العدد والألفاظ والكلام.
  ثم وجدنا اسماً آخر يدل على الصفات كالبياض والسواد والحرارة والبرودة والثقل والخفة والحركة والسكون والروائح والأصوات والعلم والصحة والمرض والفرح والحزن والاستقامة والانحناء فالتمسنا لذلك اسماً جامعاً فوجدناه الصفة والكيف لأنها تقع في جواب كيف، ثم وجدنا اسماً آخر لم تدخل فيما ذكرنا كإبنٍ والأب والملك والمملوك، والنصف والضعف، والعلو والسفل، وما أشبه ذلك فالتمسنا اسماً جامعاً فوجدناه المضاف؛ لأنه ليس من ذلك الشيء إلا وهو مضاف إلى غيره ومعلق به، ثم وجدنا بعد هذه الأشياء أسماء تجري في الكلام كقول القائل في البيت، وفي السوق وفي الإهاب فوجدناه الأين؛ لأنها تقع في جواب أين هو، ثم وجدنا بعد ذلك أسماء أخر تجري في الكلام كقول القائل: في أمس وفي اليوم وفي غدٍ فسميناها متى لأنها تقع في
(١) في (أ): الجسم.