بحث العالم الصغير المأخوذ في قول أهل الصناعة المنطقية
  جواب متى، ثم وجدنا اسماً آخر كالنعم، وكون الرجل ذا مال وذا أهل، فسميناها الملك والجدة، ثم وجدنا بعد ذلك أسماء أخر كالقيام والقاعد والمضطجع وغيرها فسميناها الصفة والوضع، ثم وجدنا أسماء أخر كقول القائل سجن ويؤثر فسميناها(١) الإنفعال.
بحث العالم الصغير المأخوذ في قول أهل الصناعة المنطقية
  ويمكن أن يدخل الشيء الواحد أمور كثيرة على وجوهٍ شتى كالعالم الصغير، فالرجل داخل في الجوهر فإنه جوهر جسماني تعليمي طبيعي وداخل في الكم فإنه إحدى عشر شبراً أو اثنى عشر، وداخل في باب الإضافة فإنه والد وولد، وداخل في باب الكيف فإنه أبيض وأسود، وداخل في المكان فإنه بفارس أو بيونان، وداخل في الوقت والأين فإنه في زمان الملك فلان، وداخل في باب الجدة والملك فإنه ذا مال وذا أهل، وداخل باب الفعل فإنه أكل وسجن، وداخل في باب الانفعال فإنه ينسجن، وداخل في باب الوضع فإنه قائم قاعد.
  لكن الأنحاء التي فرقته شتى واجتمعت فيه المقولات العشر كالعالم الكبير والعقل الأول والثاني النفس فهما جوهران بسيطان لا يقبلان المقولات لأنهما معقولان عندهم لا محسوسان، أو هما من أنواع الجوهر، وهذه الصناعة المنطقية الفلسفية أول من أدرجها في الإسلام وعربها المعلم الثاني أبو نصر الفارابي، ولما كان البحث فيها(٢) عن
(١) في (أ): زيادة (فسميناها الفعل ثم وجدنا أسماء أخر تجري في الكلام كقول القائل يتسجن ويأتثر فسميناها الإنفعال ... الخ) ولعلها نقص إذ لا يتم الكلام إلا بها.
(٢) في (أ): فيهما.