[كفر الباطنية جملة وتفصيلا]
[كفر الباطنية جملة وتفصيلا]
  واعلم أن كفر الباطنية قد ثبت جملة وتفصيلاً بإجماع المسلمين بل بإجماع الكفار من أهل الكتب لنفيهم للصانع الفاعل المختار، ولإنكارهم النظر المعلوم من أديان الأنبياء $ ضرورة، ولقولهم بالتعليم من دون رجوع إلى ما دلت عليه الأدلة بل من معصومهم وداعيهم وجدودهم بالتأويل الموافق للقول بالعلة والعقول العشرة وتأثير النجوم ونفي الحي القيوم، ولإحداثهم قول(١) ثالث وتأويل ثالث إظهار الإسلام والقول بالتأويل الباطل.
  وأما تفصيلاً فلردهم كل دليل قطعي على حدته {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٤٠}[فُصِّلَت] إذا عرفت هذا فنقول أما تصريحهم بالقول بالعلة والعقول العشرة فستعثر عليه إن شاء الله تعالى.
  وأما استدلالهم على علتهم بالزمن وما انتحلوه باطناً تأويلاً ومقابلة فبنحو قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ١٦٣}(٢) [البقرة] فقال قدماء الباطنية: فصول الآية سبعة تدل أربعة منها على أربعة روحانية، السابق، والتالي من الكبير، ومقابله من الصغير الأساس، والناطق، ويعنون بالأساس الحكيم الفلسفي، والناطق النبي، لأن النطقاء الأنبياء الناطقين بالظاهر والحكماء الفلاسفة القائلين بالحكمة الفلسفية، وربما قالوا الفلسفة هي التشبه بالإلهية على قدر إمكان القدرة
(١) كذا في الأصل، والصواب قولاً ثالثاً وتأويلاً ثالثاً.
(٢) هكذا الآية، وفي الأصل: ألا هو العزيز الحكيم.