[كفر الباطنية جملة وتفصيلا]
  البشرية، قالوا: وثلاثة من فصول الآية على مثلها جسمانية الطول والعرض والعمق وحروفها اثنا عشر حرفاً تدل تأويلاً على مثلها جسمانية وهي البروج الاثنى عشر، وتدل مقابلة على مثلها روحانية وهم الأئمة الاثنى عشر انتحالاً منهم لظاهر مذهب الإمامية الذي أقرب إلى نحلتهم الباطنية.
  قالوا: والنفس الكلية الفلكية سكنت فتولدت منها البرودة واليبوسة، وتحركت فتولدت منها الحرارة والرطوبة فتولدت عن هذه العناصر الأربعة أركان أربعة الماء، والنار، والهوى، والتراب، ثم أنبتت الحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة في المخلوقات من الأجسام السيالة وهي أجسام الأركان الأربعة ومواليدها الثلاثة، النباتات، والحيوانات، والمعادن.
  وأما الأجسام الفلكية: فهي عندهم شديدة التماسك واليبس لأنها دائمة الحركة والدوران، فالحركة تولد الحرارة، والحرارة تولد اليبوسة، وإذا تناهت اليبوسة انطفت الحرارة، فلهذا كانت الأجسام الفلكية عندهم شديدة التماسك واليبس.
  قالوا: والنفس الكلية هي المحركة للفلك المحيط وهو المحرك لسائر الأفلاك فالنفس الكلية علة في حركات الأفلاك، وحركات الأفلاك علة في سير الكواكب، وسير الكواكب علة في اتصال أنوارها ومقابلة بعضها لبعض، واتصال أنوارها ومقابلة بعضها لبعض من الشكل المحمود علة في الكون، ومن الشكل المذموم علة في الفساد، والكون هو إلباس الهيولى الصورة، والفساد عدم إلباسه إياها.
  وقال المتأخرون من الباطنية في مثال أخصر من هذا الاستدلال وهو الله لا إله إلا هو: إن الفصول السبعة دلت على السبعة الأفلاك السيارة تأويلاً، وعلى السبعة الأئمة