مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

السيف المسلول لقطع حبائل أهل العلة والمعلول

صفحة 51 - الجزء 1

  مقابلة، والحروف اثنا عشر دلت على مثلها جسمانية البروج الاثني عشر تأويلاً، وعلى مثلها روحانية مقابلة، وهم المؤمن البالغ، والمؤمن المأذون، والمؤمن المحدود، والداعي المحصور، والداعي المطلق، وداعي البلاغ، والحجة، والباب، والإمام. ولعل العاشر في الصغير النفس الجزئية الإنسانية وهي الإله عندهم.

  قالوا: والخاتم الذي بيد المؤمن هو الذي بمثابة آلة العهد بنقش أهل الاستحالة لدخوله في دائرة الدعوة بما ينقش المواليد الآلة الفلكية، ولعل الموفية عندهم الأساس، وربما قالوا: الناطق في دوره كالإمام.

  ومن الجواب الجملي: أن الحروف قبل التركيب لا تدل على معنى ولا ترمز إليه عند أهل اللسان موحدهم وملحدهم، وأما بعد التركيب فإن استعملت الكلمة فيما وضعت له فحقيقة وفي غيره لازمة مجاز، فدلالة اللفظ على المعنى بتوسط الوضع لا بذات اللفظ فضلاً عن الخروج من المواضعة.

  وقد رد كلام عباد بن سليمان⁣(⁣١) الصيمري البياني المعتزلي أن الدال على المعنى ذات اللفظ لولا تأويل السكاكي له بما حاصله أن الواضع لا يهمل مراعاة المناسبة بين اللفظ والمعنى مع أن هذا التأويل لا يطرد في جميع اللغات بل لا يطرد في لغة العرب بل لا يطرد في جميع المشتقات فضلاً عن الجوامد.

  وقول بعض الباطنية بالتأويل الباطن والظاهر كالكناية، مغالطة باطلة لأن الكناية باعتبار اللسان العربي إذ هي مستعملة في لازم ما وضع اللفظ له مع جواز إرادة


(١) هو أبو سهل عباد بن سليمان الصيمري البصري المعتزلي من أصحاب هشام الفوطي، كان أبو علي الجبائي يصفه بالحذق في الكلام، ومن مؤلفاته (إثبات الجزء الذي لا يتجزأ) وتوفي سنة ٢٥٠ هـ، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٥١).