السيف المسلول لقطع حبائل أهل العلة والمعلول
  الملزوم، وهم يقولون بالتعليم لا بدلالة الألفاظ بتوسط الوضع ولا بالذوات، وأيضاً فالتأويل إن وافق الباطن الظاهر فقد أغنى الظاهر، وإن خالفه فلم يعمل بهما مع أن ذلك منهم مجرد حيلة لفظية، وإلا فقد عرفت بنحلة باطنهم الفلسفي.
  ويسمون من لم يدخل في دائرة الدعوة الباطنية أهل الاستحالة الذين يظهرون بالعهد وربما سموهم أهل الظاهر الكفرة وربما سموهم الشياطين ويأجوج ومأجوج، ويعنون بالمأذون المحدود من حُدّ له وأذن له ممن فوقه إذناً محدوداً، وبالمطلق من أذن له من دون حد وأطلق له في الإذن، ويعنون بالداعي المحصور الذي لا أمر له مع من فوقه بل هو محصور في جزيرته كالمرأة مع الرجل، ويعنون بالداعي المطلق الذي يقوم مقام داعي البلاغ سيما في أيام الاختفاء وأوقات الفترات، وداعي البلاغ المبلغ دعوة الإمام المستورة، ويجعلون المقابل من العشرة مثل التأويل من العقول العشرة، والعالم الصغير كالرجل مثلاً مقابل للكبير الفلكي.
  قالوا: والمدُّ فوق «لا إله» في الفصل الرابع فيه رمزٌ إلى استمداد من تحت الرابع منه وهو ومن فوقه من فوق الجميع.
  قالوا: وهؤلاء المقابلون من المؤمن إلى الإمام وإلى الأساس يسمون عندهم الحدود، وكل عالٍ رب رتبه وجد لمن تحته، والأعلى رب رتبه وجد للجميع، {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤}[النازعات] {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}[الطلاق: ١] وهم أولياء الله وأحبته، والأسفل مرقاة إلى من فوقه ولا وصول إلى الأعلى إلا بالمرقاة السفلى، وهم تراجمة العقل الأول والسلسلة المتصلة بعضها ببعض لا نجاة إلا بالتمسك بهم، ومن أنكرهم أو تخلف عنهم انعكست نفسه عند خروجها عن أشعة الأفلاك هبوطاً في