مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[تحقيق حال الباطنية]

صفحة 53 - الجزء 1

  الهاوية ومحل العذاب الأدنى من نحو الوقوع في المزابل وهي كل الحشرات يلبس من كل جنس منها سبعين قميصاً وهي السلسلة التي ذرعها سبعون ذراعاً حين يقوم ظاهراً المهدي المنتظر [........]⁣(⁣١) العذاب الأكبر وإن تمسك بالحدود أرباب المقابلة متمسك وصعدت نفسه الجزئية إلى النفس الكلية في محل الرضى واستنشقت النسيم في واسع الفضاء زعماً منهم أن الأشياء ترجع إلى أصولها فالنفس الجزئية الإنسانية ترجع إلى النفس الكلية الفلكية لأن جوهر النفس لا يفنى عندهم وهو روحاني⁣(⁣٢) يستمد الروحاني من روائح الفضاء الطيب، كما أن الجسماني يستمد في الأولى من الجسماني.

[تحقيق حال الباطنية]

  واعلم أن الباطنية انتحلت ظاهراً الإسلام ومذهب الإمامية وتتبعت من كل ملةٍ ونحلة من ملل الإسلام ونحل الكفر كل قول فاسد فيه وصلة لهم إلى نحلتهم الباطنة الفلسفية، ولهذا يحدث لهم في كل زمان ووقت وبلد نحلة مقبولة، وقد أخذوا من أقوال الجاهلية العندية أن جعلوا الحقائق تابعة لما عندهم، ومن قول السمنية إنكار مالم يدرك بالحواس، وإنكار طرق العلم عندهم فيها، وأخذت من قول التكافية أن النظر لا يفيد العلم لتكافي الأنظار وتدافعها، ويقولون بالتعليم من المعصوم والداعي ونحوهم، ويلزمهم إنكار الضروري والاستدلالي العلميين، وإنكار الضروري سفسطة مع أن أكثر أدلة نحلتهم غير معلومة، وأخذوا من قول المانوية الثنوية بإلاهية


(١) هنا كلمة لم تظهر في الأصل، وعليها تعليقة لفظها: النفس. تمت مؤلف.

(٢) في (أ): وهو روحاني من روحاني.