السيف المسلول لقطع حبائل أهل العلة والمعلول
  الجمل بالآحاد، فكلما نجم منهم ناجم قام لهم من حجج الله راجم، تصديقاً لقول الصادق المصدوق وخاتم النبيين والمرسلين «إن عند كل بدعة ...»(١) و «أهل بيتي كالنجوم»(٢) ونحوهما، ومن تغريرهم وعميق حيلهم على اتباعه(٣) أخذ العهود الأكيدة عليهم في كتم أسرارهم، وعدم إفشائها إلى أحد إلا من وثقوا منه، وإظهار شيء تقبله عقول أهل الظاهر، فلا حرج ويوهمونهم أنهم ينصحونهم بأخذ الكتم وأن ما يلقونه إليهم هو السر المكنون، والعلم المصون، الذي عهدت به إليهم جدودهم، وبيت النبوة وأولياؤهم، وتلك العهود والنصائح التي يأخذونها ويؤكدونها على اتباعهم إنما خشية من ظهور فضائحهم وبواح كفرهم، وإلا فما مثلهم في العقوق، إلا كمثل طير الأنوق فكل شكلٍ يميل إلى شكله ويشير إلى مثله، فمن جهة السكوت فإن سكتوا فعن حصر، وإن نطقوا فعن ضجر، ومن جهة التتبع فيتتبعون الفاسد من كل ما بطن وظهر، كما تتبع الأنوق مواضع القذر، وأما من جهة التحفظ والتحرز الشنيع فكما تتحفظ بشاهق الجبل المنيع خوفاً على نفسها وحفظاً لنحو بيضتها حتى إنه يقال في شهير الأمثال: (أعز من بيض الأنوق)، وأي فائدة منه أو نفع فيه، إنما هو فرع جَلَّال نجس على كل حال، رجس ووباء وقشره هبا، وأما على جهة الحذر على نفسها
(١) الحديث قال ÷: «إن عند كل بدعة يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار» رواه الإمام المنصور بالله # في الشافي، والسيد حميدان في مجموعه في عدة مواضع، ورواه الإمام أبو طالب # في أماليه عن علي # بسند صحيح صححه عبد الله بن الإمام الهادي القاسمي في تخريج نجوم الأنظار.
(٢) «أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم» رواه الإمام أبو طالب في الأمالي، والسيد حميدان في مجموعه في عدة مواضع، ورواه الإمام المنصور بالله # في الشافي، والإمام المرشد بالله في أماليه، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين.
(٣) كذا في الأصل، والصواب اتباعهم.