السيف المسلول لقطع حبائل أهل العلة والمعلول
  وفرعها خشية من الهلاك (فلات حين فكاك)(١)، فإن صواعق الحجج تستخطفها في وكناتها في أقرب لمحةٍ من لمحاتها، {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الحشر: ٢].
  وأما من جهة الألوان فبياض في سواد، ثيابهم وأبدانهم ظاهرها البياض والنقاء كإظهار الإسلام وباطنهم خالٍ عن الإيمان والنقاء، ومسودة بالكفر {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٤}[المنافقون].
  وأما من جهة انحسار شعر وسط الرأس موضع مادة العقل فرمزٌ على عدم الإيمان بمادة قلوب هؤلاء الفرقة النفسية الأنوقية، ومن جهة صفوة المنقار والخدود، فيه رمز إلى صفر الحدود، وأن نفوسهم نحاس لم تصبغ بإكسير توحيد الصانع الفاعل المختار، فهذه سبع جهات سبع خبائث المعتقد وفصولهم سبع ومثلها مقابلة السبعة وحروف اثنى عشر حرفاً يخرج منها اثنا عشر تأويلاً في المشبه(٢) ومثلها مقابلة في المشبة وذلك حدودهم، فإن قلتم إنما يعرف التأويل من الإمام المعصوم ومع المناسبة لا من غيره فكيف إذا كان المأوِّل غيره من أهل الاستحالة؟
  قلنا: يكفي المشابهة ولو من وجهٍ سيما حيوان بحيوان، فالمناسبة كائنة وأين هو المعصوم في نفسه فضلاً عن تأويله؟ فأرونا صورته وإلا تجلى للجبل، وإذا وجدتموه فمن أين أخذتم التأويل من قلبه أو من لفظه؟ لا سبيل إلى الأول، والثاني له باطن غير
(١) لم تظهر في الأصل، وفي (أ): فلا تعين فكاك.
(٢) في (أ): في المشبهة.