[المطرفية]
  بإلاهية النفس وتعليم المعصوم ووحدة الوجود واتحاد الحق والخالق والعارف بالمعروف والعابد بالمعبود، وسميت حلولية لقولهم أن يحل في الصور الحسنة، وسموا بالفروجية لأن منهم من يقول بإلاهية الفروج؛ لأنه محل من موضع النفوس الجزئية وخروجها منها وفيها وربما قالوا في الاستغاثة في الدعاء به منك وإليك يا فروج {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٥}[البقرة].
  وقيل: نسبة إلى كبيرهم فروج بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وسكون الجيم، وقيل بتسمية فروج جمع فرج كما ذكرنا.
[المطرفية]
  وأما المطرفية فانتحلت ظاهراً مذهب الهدوية وباطناً مذهب الفلاسفة العلية، وإن أقروا بالصانع المختار وإظهار الشرائع فإقرارهم سراب لمنافاته للوحدانية بإثبات شريك الباري فإنهم يقولون على تعداد فرقهم الثلاث: إن الله تعالى صانع الأصول الأربعة الماء، والنار، والهواء، والتراب، وبعضهم زاد الريح، وبعضهم زاد الفضاء، فإنهم يقولون: إن المواليد والحوادث اليومية حدثت من تركيب الأركان وفطرتها أي طبعها، وإذا لم يكن الله تعالى خالق(١) للمواليد بل حدثت بفطرة الأركان فليس بقادر وغير القادر عاجز والعاجز ليس برب.
  دلك هذا على التعطيل ولا يخلصهم القول بالإحالة منه تعالى على الأركان ولا الاستحالة من الأركان إلى المواليد إذ لا صانع إلا الفاعل المختار لا الجماد، وأيضاً قالت
(١) هكذا في الأصل، والصواب: خالقاً.