[المطرفية]
  المطرفية: إن لله تعالى أربعين اسماً وإنها قديمة، وكل اسمٍ ذاته فمرامهم مرام الفلاسفة، بيانه أن العقول العشرة والنفوس التسع والأجرام التسع والبروج الإثني عشر وما حواه فمنه وداخل فيه وهو عين القول بوحدة الوجود إذ وحدة العلة تقتضي وحدة المعلول، فعرفت أن أصول المطرفية أصول الفلاسفة والطبائعية، فالفلاسفة قالت بتأثير العلة وسائر العقول، والباطنية والصوفية والحلولية قالت بإلهية النفس، والصوفية الفروجية هبطت إلى الفرج، والمطرفية هبطت إلى أسفل سافلين إلى القول بتأثير أركان الطبائع وفطرتها في المواليد.
  ومن أراد معرفة دعاة الباطنية وأصلهم وأولهم سلسلة متصلة إلى يومنا هذا، فعليه بـ (النفحات المسكية في السيرة المتوكلية)، وكذلك ابتداء ظهور مذهب المطرفية وذكر قدمائهم وقد ذكر فيها بعضاً، وقد كان انقطع مذهب المطرفية الشقية في أواخر أيام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #.
  قام الإمام المنصور بالله بالدعوة في شهر ذي القعدة سنة ٥٩٣ هـ إلى موته في شهر ذي الحجة ٦١٣ هـ، وقيل يوم الخميس ١٣ في شهر محرم سنة ٦١٤ هـ، وكان موته رضوان الله تعالى عليه في كوكبان ودفن بها ثم نقل إلى بكر ثم نقل إلى ظفار ومشهده بها مزور، فحدثت الآن شناشن رثة وفروع أصولٍ إن شاء الله تعالى مجتثة، ببركات آل رسول الله الذي ختم الله به الرسالة، وحفظ بهم واضح التأويل والدلالة {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ٨}[آل عمران]، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: ٢٠١].
  والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله.