مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة العلامة يحيى بن أحمد القطفا جوابا على سؤال الباطني

صفحة 92 - الجزء 1

  قلنا: لم يقل أحد بأن القديم في عالميته وقدرته محتاج إلى شيء ومن حق الإلزام أن يكون لازم ولا يكون لازمه إلا إذا كانت مقدماته مسلمة فسبحان الغني عمن سواه.

  وقوله: نعم وحد العلم يدخل فيه نحو النحلة وغيرها.

  قلنا: قد أجاب القوشنجي شارح التجريد وشارح المواقف وسنقتصر على ما نقله السيد هاشم بن يحيى الشامي في حاشيته على القلائد قال السيد بعد أن ذكر مثل ما ذكره السائل: والجواب لا نسلم عدم علم النحلة والعنكبوت بما يفعله لجواز أن يخلق الله فيهما علم بذلك الصادر أو يلهمها حالاً فحالاً ما هو مبدأ لذلك الفعل قال انتهى من المواقف وشرحه، قال أيضاً: وفي شرح التجريد للقوشنجي فإن قيل يتصور عن الحيوانات العجم أفعالاً متقنة محكمة في ترتيب مساكنها وتدبير معايشها كما للنحل وكثير من الوحوش والطيور على ما هو في الكتب مسطور، وفيما بين الناس مشهور، مع أنها ليست من أولي العلم.

  قلنا: لو سلم أن موجد هذه الآثار هذه الحيوانات فلم لا يجوز أن يكون فيها من التعلم ما تهتدي به إلى ذلك؟ بل قد يخلقها الله عالمة بذلك انتهى بلفظه، وهو كاف في الجواب ثَمَّ، وأحسن ما يقال في حد العلم ما قاله الإمام القاسم بن محمد # في الأساس ما هذا لفظه: العلم إدراك تمييز بغير الحواس الخمس سواءً توصل إليه بها كما في حقنا أم لا كما في حق القديم تعالى، انتهى ما وجد من الجواب.