مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

جواب الباطني حسن بن إدريس على رسالة الشهيد عامر بن علي

صفحة 95 - الجزء 1

  

  من أفقر عباد الله إليه، وأحوجهم لعفوه يوم يعض الظالم على يديه، حسن بن إدريس بن علي إلى الشريف عامر بن علي وفقه الله إلى الصواب والسداد، ومنحه التوفيق والرشاد، نخبره أنه وصل كتابه، وفهمنا خطابه، فما أهداه من التحية، وابتدأه من الدعوات المرضية، فإليه يعود أشرفها رسماً وكناً موافقة لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا}⁣[النساء: ٨٦] وما لحظ إليه مما بلغه من جمعنا واجتماعنا، وأن ذلك ما هو الواجب، ولا النظر الثاقب، فنحقق له أنا لا نجاهد إلا من عصى السلطان ومنع الطاعة، وخالف أهل السنة والجماعة، ونبه الفتن النائمة، وأثار المحن المتكاتمة من الرعايا والعوام، الذين هم أقرب شبهاً بالأنعام، أتباع كل ناعق.

  وأما علماء المذاهب، وأوعية العلوم الأطايب، فهم في جوامع الإسلام، ومدارس علوم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ولنصرة الدين مجتمعين، وإلى طاعة السلطان مسارعين، وكذلك أمراء الأشراف، من آل هاشم بن عبد مناف، أهل الجد والاجتهاد، الباذلين نفوسهم في الجهاد، وأعلاهم مقاماً وأظهرهم صيتاً وأعلاماً، الأمير على الدين أحمد بن محمد بن شمس الدين وأولاد عمه الكرام، الرؤساء الأعلام، أولاد المطهر بن الإمام، أهل العد والعدد، والقوة والمدد، وكذلك آل الإمام المنصور بالله المعترفين بطاعة سلطان الأمم وأمراء آل المؤيد المجتهدين المعترفين بمعنى الإمامة والإمام، ومن لا يجوز عليهم المجاز من الكلام، كل هؤلاء يعرف بولاية مولانا السلطان، شاكراً لما نالهم من الفضل والإحسان، وهل يجهل مقام مولانا السلطان الأعظم إلا من لا يفهم، وهاهو خليفة الله في أرضه، قائم بسنته وفرضه، حامي ثغور الإسلام على دين نبينا محمد #، عامر البيت الحرام، مقيم مناسك الحج والإحرام،