مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[معنى السحر وحكمه]

صفحة 147 - الجزء 1

  له الناس، ويجذبونهم لطاعته ووصفهم بالبهتان أي أنهم ذو بهتان وهو الزور والباطل «لما في حديث عبد الله بن سلام لما أسلم ولم يعلم اليهود بإسلامه فقال: يا رسول الله إن اليهود لم يعلموا إسلامي وإنهم قوم بهت إذا علموا إسلامي قالوا عليَّ الباطل فأرسل إليهم واسألهم عني، فأرسل إليهم فلما وصلوا إليه سألهم عن عبد الله بن سلام ما تقولون فيه؟ فقالوا: خيرنا وابن خيرنا، فخرج إليهم عبد الله بن سلام وكان قد غيب شخصه فقال: يا معشر اليهود اسملوا فإنكم تعلمون أن رسول الله حقاً وإني قد أسلمت وآمنت به، فقالوا: شرنا وابن شرنا»⁣(⁣١).

  وقوله: يؤلفون له سحراً أي يجمعون له تمائم وَرُقَىً يتوصل بها إلى ما يزعم أنها تفيده في طلب الرئاسة شعراً:

  وليس ينال الملك بالسحر والرقا ... ولكنما نيل الرئاسة بالمجد

[معنى السحر وحكمه]

  والسحر اسم لما لطف مأخذه، ورق نظر ناظره، والشعبذة في خفة عمل اليد والتعمية، ولذا يبلغ السحر إلى أن يأتي بما يخرق العادة فلذا احتيج إلى الفرق بين السحر والكرامة والمعجزة، والحاصل أن السحر مقدور لأحاد الناس بواسطة تعلمه بخلاف الكرامة والمعجزة، وتختص المعجزة بأنها ما قرنت بقصد التحري، والسحر على أبواب وضروب وأنحاء مختلفة، ولا شك أنه كفر وأن فاعله كافر، وكذا طالبه والمجعول من أجله، فقد لعن رسول الله ÷ في الربا آكله وموكله وكاتبه وشاهده، وكذا لعن في الخمر عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه.


(١) أخرجه البخاري برقم (٣٠٨٢) والنسائي في السنن برقم (٨٢٥٤).