مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[مسألة الإمامة]

صفحة 196 - الجزء 1

[مسألة الإمامة]

  وليعلم الناظر أولاً: أن مسألة الإمامة من أخطر مسائل الدين وأعظمها لأن الإمامة تابعة للنبوءة في الوجه الذي وجبت لأجله، لأن الأئمة # يقومون مقام الأنبياء # في تبليغ الشريعة وإحياء ما اندرس منها، ومقاتلة من عَنَدَ عنها؛ لأنه يترتب عليها طاعة الله وطاعة رسوله والقيام بإحياء الشرائع والجهاد والحدود والموالاة والمعاداة وغير ذلك، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩] وأولي الأمر أئمة الهدى بإجماع أهل البيت #، وقال ÷: «من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية» رواه أئمتنا #، ورواه أحمد في مسنده، وصححه جمهور المحدثين كيف وقد قال تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}⁣[الإسراء: ٧١]. روى الإمام علي بن موسى الرضا # في صحيفته بإسناد متصل عن آبائه # عن علي # قال: قال رسول الله ÷ في قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}⁣[الإسراء: ٧١] ندعو كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم فقال علي # في نهج البلاغة «وإنما الأئمة قوام الله على خلقه، وعرفاه على عباده، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم، وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه» وهكذا قول الأئمة سلام الله عليهم.

  قال القاسم بن إبراهيم #: واعلم أن أفرض الفرائض وأوكدها فرض الإمامة لأن جميع الفرائض لا تقوم إلا بها، وسُئل أعني القاسم # عن إمام شاك في مسألة الإمامة هل تجوز الصلاة خلفه إذا كان موافقاً في غيرها من الدين؟ ... إلى قوله: فمن اشتبه عليه فرض الإمامة وما حكم الله به من ذلك على الأمة ولم يدر أفرض الله عليه ذلك أم