مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار

صفحة 231 - الجزء 1

الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار

  اعلم أنه يجب على كل مكلف معرفة الله حق معرفته ويعرف توحيده وعدله وحكمه وصدق وعده ووعيده وما يتبع ذلك من النبوة والإمامة ونحو ذلك، والأصل في وجوبه العقل والشرع، أما العقل فهو أن كل عاقل يقضي بوجوب شكر المالك المنعم ولا يمكن توجيه الشكر إليه إلا بعد معرفته وهو سبحانه وتعالى لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، ولا يمكن معرفته إلا بالنظر في آياته والتفكر في صنعه.

  وأما الشرع فمن الكتاب قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}⁣[محمد: ١٩] وقوله تعالى: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}⁣[هود: ١٤] وقوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ...} إلخ [آل عمران: ١٨].

  ومن السنة قول النبي ÷ «من أخذ دينه عن التفكر في الآء الله والتدبر لكتابه العزيز والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزُل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه مالت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال».

  وقال ÷ لمن سأله عن غرائب العلم قال: «وما صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟ قال السائل: وما رأس العلم يا رسول الله؟ قال: معرفة الله حق معرفته، قال: وما معرفة الله حق معرفته، قال: أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه، وأن تعرفه إلهاً واحداً أولاً آخراً ظاهراً باطناً لا كفؤ له ولا مثل» وغير ذلك.