مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار

صفحة 241 - الجزء 1

  ٢ - ومنها زيادة البصيرة والتنوير كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}⁣[محمد: ١٧].

  ٣ - ومنها الثواب كما قال تعالى: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ}⁣[يونس: ٩].

  ٤ - وبمعنى الحكم والتسمية كما قال الشاعر:

  ما زال يهدي قومه ويضلنا ... جهراً وينسبنا إلى الكفار

  فمعنى قوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٧}⁣[الصف] أي لا يزيدهم بصيرة ولا يثيبهم ولا يحكم لهم بالهدى ولا يسميهم به ولا يجوز أن يكون بالمعنى الأول؛ لأنه رد لما علم من ضرورة الدين لدعاء الله تعالى الكفار وغيرهم.

[معاني الضلال]

  والضلال يطلق على أحد معانٍ أيضاً.

  ١ - منها الإغواء عن طريق الحق كما قال تعالى: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ٨٥}⁣[طه].

  ٢ - ومنها الهلاك كما قال تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}⁣[السجدة: ١٠].

  ٣ - ومنها العقاب كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٤٧}⁣[القمر].

  ٤ - وبمعنى الحكم والتسمية كما في البيت بمعنى قوله تعالى: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}⁣[إبراهيم: ٢٧] أي يهلكهم أو يعذبهم أو يحكم عليهم أو يسميهم به، ولا يجوز أن يكون بالمعنى الأول إذ هو ذم لله تعالى وتزكية لإبليس وجنوده، وذلك كفر.