الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار
  ٢ - ومنها زيادة البصيرة والتنوير كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: ١٧].
  ٣ - ومنها الثواب كما قال تعالى: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ}[يونس: ٩].
  ٤ - وبمعنى الحكم والتسمية كما قال الشاعر:
  ما زال يهدي قومه ويضلنا ... جهراً وينسبنا إلى الكفار
  فمعنى قوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٧}[الصف] أي لا يزيدهم بصيرة ولا يثيبهم ولا يحكم لهم بالهدى ولا يسميهم به ولا يجوز أن يكون بالمعنى الأول؛ لأنه رد لما علم من ضرورة الدين لدعاء الله تعالى الكفار وغيرهم.
[معاني الضلال]
  والضلال يطلق على أحد معانٍ أيضاً.
  ١ - منها الإغواء عن طريق الحق كما قال تعالى: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ٨٥}[طه].
  ٢ - ومنها الهلاك كما قال تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}[السجدة: ١٠].
  ٣ - ومنها العقاب كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٤٧}[القمر].
  ٤ - وبمعنى الحكم والتسمية كما في البيت بمعنى قوله تعالى: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}[إبراهيم: ٢٧] أي يهلكهم أو يعذبهم أو يحكم عليهم أو يسميهم به، ولا يجوز أن يكون بالمعنى الأول إذ هو ذم لله تعالى وتزكية لإبليس وجنوده، وذلك كفر.