مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار

صفحة 248 - الجزء 1

الفصل الثالث في الوعد والوعيد

  وفيه عشر مسائل: -

  المسألة الأولى: أن من وعده الله تعالى بالثواب من المؤمنين فإنه متى مات على إيمانه صابراً إلى الجنة لا محالة ومخلداً فيها دائماً في ثواب لا ينقطع إجماعاً.

  المسألة الثانية: أن من توعده الله بالعقاب من الكفار فإنه متى مات مصراً على كفره صائراً إلى النار لا محالة ومخلداً فيها دائماً في عقاب لا ينقطع إجماعاً، والدليل على صحة ما ذهبنا إليه في هاتين المسألتين أن من المعلوم ضرورة أن النبي ÷ كان يدين بذلك ويخبر به وهو لا يدين إلا بحق ولا يخبر إلا بالصدق وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ٦ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ...}⁣[البرية: ٦ - ٨] الآية وغيرها.

  المسألة الثالثة: أن من توعده الله من الفساق بالنار ومات مصراً على فسقه غير تائب فإنه صائر إلى النار ومخلد فيها دائماً والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}⁣[النساء: ١٤] وقوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ١٥ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦}⁣[الإنفطار] وغيرها من الآيات العامة والخاصة بفساق أهل القبلة، فيجب القطع بصدق ما تناوله الوعد والوعيد لقوله تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}⁣[ق].