[العمل بالخط]
  
  والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله الطاهرين الأئمة الذين لا يزالون على الحق ظاهرين. وبعد ... فإنه سألنا بعض العارفين أن نحرر ما نختاره من المسائل العلمية ليكون العمل بمقتضاها والحكم والفتوى إن شاء الله بها إذ مسائل الخلاف على جهة الحصر والقصر، مرجعها بلا ريب إلى إمام العصر، فسردت ما حضرني وقدمت ما هو السبب في سؤاله من دون مراعاة ترتيب إذ المقصود الحفظ والإفادة.
[العمل بالخط]
  المسألة الأولى: العمل بالكتابة.
  اعلم أن الكتابة مشروعة كتاباً وسنة، شرعت لحفظ الأموال والأنفس والأحكام، وإلا لبطلت شريعتها بالإهمال، وعدم الإعمال، وهو ممنوع في ثابت أحكام الله وكتابه وسنة رسوله ÷، ولكن لا بالفرط ولا بالتفريط، لا يقال العمل بالكتابة مطلقاً، ولا يهمل مطلقاً، بل يفصل وتنقيح الدليل يدل عليه، فإن كان الكاتب عدلاً لا يتخذ آيات الله هزواً، ولا يكتب زوراً ولا عبثاً، عمل بخطه المعلوم وبخط غيره سواء كان حياً أو ميتاً، بشرطه الثابت المرسوم، فإن جهل الكاتب أو الكتابة أو غاب شرط، فلا يعمل بها على تلك المثابة.
  نعم: إنما يعمل بالكتابة، إن لم يعارضها ما هو أقوى منها، وهو موضع نظر، لذي النظر الإمام أو حاكمه المعتبر، بعد عرض نظره على إمامه، قبل عقد الحكم وانبرامه،