مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[الموضع الأول:]

صفحة 427 - الجزء 1

  

  الحمد لله رب العالمين

  {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ١٩}⁣[النمل].

  الجواب عن الرسالة يقع في مواضع إرشاد من رام الرشاد، وسلك سبيل الفوز والسداد، وإن كان الأغلب على أهل الزمان عدم الإنصاف إلا من وفقه الله تعالى من صالح عباده، {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}⁣[ص: ٢٤].

[الموضع الأول:]⁣(⁣١)

  فنقول: اعلم أيها الواقف الناظر بين البصر والبصيرة، العالم أن الله مطلع على سرائره وضميره، من كل صغيرة وكبيرة، فمجازٍ له على عمله، فلابد أن يكون بلاشك خصمه أو نصيره، {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ}⁣[سبأ: ٣]، {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨}⁣[ق]، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}⁣[فُصِّلَت] إن الله تعالى وله الثناء الأوفى، والوصف الجميل، ابتلى عباده عموماً وخصوصاً بضروب من البلوى، وجعل سبحانه معظمه بخاصة خلقه، وخلاصة صفوته، في كل زمان إلى انقطاع التكليف، كل ذلك جار على وجه الحكمة الربانية، والقدرة الإلهية، قدر سبحانه تقديراً كذلك {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ٢٠}⁣[الفرقان] وتثبيتاً لأقدامنا وتسليةً لنا أن علمنا بما طَرَقَ مَنْ قبلنا، وطرق البلوى كثيرة لا تنحصر، فربما وقعت من الأوداد، وربما كانت


(١) لم ذيكر المؤلف الموضع الأول، ولعل الكلام التالي له هو الموضع الأول، والله أعلم.