مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[نص سؤال الباطني]

صفحة 65 - الجزء 1

  ثم حرر المجيب السؤال الوارد المجاب عنه بلفظه بعد رقم الجواب فحسن أن نذكره كما فعل تتميماً للفائدة وتحيقاً للفظه ومعناه.

  قال السائل:

[نص سؤال الباطني]

  

  ما قولكم رضي الله عنكم في علم الله هل هو متعلق بمعلوم أم لا، فإن قيل بمعلوم وهو الذات فهذه الذوات معلوم أنها ليست بأجسام ولا أعراض، ولكنها كيفية التكييف وهي صورها وهو علم الله كيف ستوجد وهذه هي صورة ثابتة في علمه جل وعلا.

  نعم: فلما وجدت أعيان العالم فهل هذه الصورة وقع بها التجسم؟ أم لا، إن كانت هي الموقعة فقد تعلق بها الحدوث وبطل كونها أزلية وما الفرق بين القدم والأزل، فإن كان الأزل متأخراً عن القدم أدى إلى الجهل قبل ثبوتها، وإن لم يكن فلا حاجة للفرق، أو كانت غيرها وهذه الأعيان ليست إلا منقوشة عليها فهذه الأجسام لها ذوات ثابتة غير الذوات الأولى وهذه الذوات الأخرى هي لم تبرز مثل الأولى وأدى إلى التسلسل لأنها لم تكن هي حتى تكون هي هي، ولو كانت هي فقد تعلق بها الحدوث وبطل كما تقدم ووقع التسلسل وحيث هي غيرها فلا حاجة في إثباتها لأنها غيرها، وإثبات الغير ليعلم الغير لا حاجة له.