الجملة الرابعة المجاب بها القسم
  و {جَاءَكُمْ} عطف على {آتَيْتُكُمْ}، والأصل ثم جاءكم به، فحذف عائد «ما»، أو الأصل مصدق له، ثم ناب الظَّاهِرُ عن المضمر، أو العائد ضمير «استقر» الذي تعلقت به «مع».
  والثاني: أنها شرطية، واللام موطئة، وموضع «ما» نصب بـ «آتيت»، والمفعول الثاني ضمير المخاطب، و {مِنْ كِتَابٍ} مثل: {مِنْ آيَةٍ} في {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ}[البقرة: ١٠٦] اهـ. ملخصاً، وفيه أمور:
  أحدها: أن إجازته كون {مِنْ كِتَابٍ} خبراً فيه الإخبار عن الموصول قبل كمال صلته، لأن {ثُمَّ جَاءَكُمْ} عطف على الصلة.
  الثاني: أن تجويزه كون {لَتُؤْمِنُنَّ} خبراً مع تقديره إيَّاه جواباً لأخذ الميثاق يقتضي أن له موضعاً، وأنه لا موضع له، وإنما كان حقه أن يُقدّره جواباً لقسم محذوف، ويقدر الجملتين خبراً؛ وقد يقال: إنما أراد بقوله: «اللام جواب القسم لأن أخذ الميثاق قسم» أن أخذ الميثاق دال على جملة قسم مقدّرة، ومجموع الجملتين الخبر، وإنما سمي {لَتُؤْمِنُنَّ} خبراً لأنه الدال على المقصود بالأصالة، لا أنه وحده هو الخبر بالحقيقة، وأنه
  كائن من الكتاب.
  قوله: (عطف على آتيتكم) أي: وحينئذ فجملة ثم جاءكم رسول صلة لأن المعطوف على الصلة صلة. قوله: (ثم جاءكم به) أي بنظيره من عندنا قوله: (أو الأصل مصدق له) أي: لما آتيتكم من الكتاب والحكمة. قوله: (ثم ناب الظاهر) أعني قوله ما معكم مقام الضمير أعني الهاء في له قوله: (أو العائد ضمير استقر) أي: والتقدير للذي استقر معكم فضمير استقر هو العائد وسيأتي أن ضمير استقر عائد على ما الثانية فلا يربط الأولى. قوله: (والثاني أنها شرطية) أي: والمعنى وإذ أخذ الله ميثاق النبيين والله أي شيء آتيتكم من كتاب الخ. قوله: (مثل من آية) أي: في كونها بيانية.
  قوله: (عطف على الصلة) أي: والمعطوف على الصلة صلة، وأجيب بأن ثم جاءكم كمال للصلة لكونه تابعاً ويغتفر في التابع ما لا يغتفر في المتبوع، أي أن الممنوع الإخبار قيل تمام الصلة الأصلية نحو جاء الذي قام هو الفاضل أبوه على أن المعنى الذي قام أبوه هو الفاضل لا قبل تمام الصلة من حيث أن التكميل لها بالمعطوف. قوله: (الثاني) هذا الاعتراض هو المقصود من التنبيه قوله: (إن له موضعاً) أي: من حيث جعله خبراً وقوله وأنه لا موضع له أي من حيث أنه جواب للقسم وهذا تناقض قوله: (وبقدر الجملتين) أي: جملة القسم وجوابه. قوله: (خبراً) وعلى هذا فضمير به راجع لما آتيتكم لا للرسول لئلا تخلو جملة الخبر عن عائد قوله: (إن أخذ الميثاق) هذا معمول لقوله أراد. قوله: (ومجموع الجملتين الخ الخبر) أي: والمجموع له محل. قوله: (وإنما. لتؤمنن خبراً)