حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون

صفحة 102 - الجزء 1

  · (إنّ) - المكسورة المشددة، على وجهين:

  أحدهما: أن تكون حرف توكيد، تنصب الاسم وترفع الخبر، قيل: وقد تنصبهما في لغة، كقوله [من الطويل]:

  ٤٧ - إِذَا اسْوَدَّ جُنْحُ اللَّيْلِ فَلْتاتِ وَلْتَكُنْ ... خُطَاكَ خِفَافاً، إِنَّ حُرَّاسَنَا أُسْدَا وفي الحديث «إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفا»، وقد خُرِّج البيتُ على الحالية وأنَّ


  الكلام، وليس تعدد المحذوف بمجرد موجباً للتعسف اهـ دمامين. (إن) قوله: (المكسورة) أي: الهمزة وقوله: المشددة أي: المفردة التي عقد لها الباب أما الثمانية أحوال الآتية فليست للمفردة بل للمركبة بدليل عقد المصنف لها ها التنبيه اهـ تقرير دردير قوله: (حرف توكيد) أي: حرف يفيد توكيد النسبة ولذلك يجاب بها القسم كما يجاب باللام نحو والله إنك لفطن. قوله: (تنصب الاسم وترفع الخبر) أي: كأخواتها والسر في عملها على هذا الوجه أن هذه الحروف مشابهة للأفعال المتعدية معنى لطلبها جزأين مثلاً وشابهت مطلق الأفعال الماضية من حيث كونها على ثلاثة أحرف فصاعد أو من حيث فتح أواخرها، ولما كانت مشابهتها للأفعال أقوى من مشابهة ما الحجازية جعل عملها أقوى بأن قدم منصوبها على مرفوعها وذلك؛ لأن العمل الطبيعي عندهم أن يرفع ثم ينصب فعكسه عملاً غير طبيعي فهو تصرف في العمل، وقيل: قدم المنصوب على المرفوع قصد إلى الفرق بينها وبين الأفعال التي هي أصلها من أول الأمر وتنبيهاً بجعل عملها فرعياً على كونها فروعاً للفعل هنا اهـ. دماميني.

  قوله: (كقوله) أي: عمر بن أبي ربيعة على لسان محبوبته. قوله: (جنح الليل) بضم الجيم وكسرها طائفة من الليل وقوله: خفافاً. جمع خفيفة وحراسنا جمع حارس وأسداً بإسكان السين جمع أسد اهـ دماميني. قوله: (خطاك) جمع خطوة بالضم وهو المسافة التي بين القدمين ولكن المراد هنا وضع القدم على الأرض بدليل وصفه بالخفة والإسناد مجازي قوله: (إن قعر جهنم) أي: مسافة قعر جهنم أي: مسافة السير إلى بلوغ القعر سبعين خريفاً أي: عاماً قوله: (وخرج البيت الخ) هذا التخريج لا ينفي اللغة القليلة غاية الأمر أن هذين خرجا على اللغة المشهورة. قوله: (على الحالية) أي: وليس أحداً خبر إن حتى يلزم نصب الجزأين.


٤٧ - التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في (الجنى الداني ص ٣٩٤؛ والدرر ٢/ ١٦٧؛ وشرح شواهد المغني ص ١٢٢؛ ولم أقع عليه في ديوانه، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٤/ ١٦٧، ١٠/ ٢٤٢، وشرح الأشموني ١/ ١٣٥).

اللغة: جنح الليل: أوله، أو آخره. أسداً وأسوداً: جمع أسَد.

المعنى: يتحدث على لسان محبوبته تخاطبه قائلة: إذا حلّ الليل بظلامه الأسود، فلتقدم علينا في أوّله (أو آخره) متيقظاً، متسلّلاً بحذر لأنّ حراسنا شجعان كالأسود.