أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون
  البصريين، لأن الكلام إيجاب والمجرور معرفة على الأصح، والمعنى أيضاً يأباه، لأنهم ليسوا أشد عذاباً من سائر الناس.
  وتُخَفَّف فتعمل قليلاً، وتُهمَل كثيراً، وعن الكوفيين أنها لا تُخفّف، وأنه إذا قيل «إِن زَيْدٌ لَمُنطلق» فـ «إنْ» نافية، واللام بمعنى (إلا)، ويردُّه أَنَّ منهم مَنْ يُعْمِلها مع التخفيف، حكى سيبويه «إن عمراً المُنْطَلِق»، وقرأَ الحرميان وأبو بكر: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}[هود: ١١١].
  الثاني: أن تكون حرف جواب بمعنى «نَعَمْ»، خلافاً لأبي عُبَيدة، استدلَّ المُثْبِتون بقوله [من مجزوء الكامل]:
  ٤٩ - ويقُلْنَ: شَيْبٌ قَدْ عَلاَكَ، ... وَقَدْ كَبِرْتَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ
  قوله: (لأن الكلام إيجاب) أي: وهم يقولون من إنما تزاد بعد نفي أو شبهة. قوله: (والمجرور معرفة) أي: وعندهم لا تزاد من إلا إذا كان المجرور نكرة، وقوله: على الأصل الأولى حذفها إذ لا معنى لها لأن المجرور هنا معرفة قطعاً تأمل. قوله: (على الأصح) مقابله أن أفعل لا يتعرف بالإضافة. قوله: (ليسوا أشد عذاباً) فيه أنه قيل إن الحديث فيمن يصور الصور لتعبد من دون الله وفاعل هذا كافر بلا شك ويؤيد زيادتها أن هذا الحديث ورد في الصحيح بطريق ليس فيها من اهـ. دماميني. قوله: (إن منهم) أي: العرب وقوله: من يعملها أي: ينطق بها كذا قوله: (وإن كلا الخ) الأولى حذف قوله ليوفينهم لما سبق في إن المكسورة الخفيفة. قوله: (بمعنى نعم) أي: فتقع تصديقاً للخبر وإعلاماً للمستخبر ووعداً للطالب فتقول ان في جواب من قال قام زيد ومن قال اذهب عمرو ومن قال أكرم خالداً، قوله: (خلافاً لأبي عبيدة) أي: فإنه أنكر وقوعها في الكلام كذلك ونقل عنه قولهم أنها بمعنى نعم إنما يريدون التأويل لا أنه في اللغة لذلك قوله: (استدل الخ) الاستدلال بهذا البيت مبني على أن الهاء للسكت. قوله: (ويقلن الخ) هذا من مجزوء الكامل ونصفه علا وفي آخره سبب خفيف ترفيل. قوله: (شيب) الشيب الشعر الأبيض ويطلق أيضاً على بياضه كما أن المشيب يطلق على المعنيين. قوله: (كبرت) بكسر الباء وضمها أي علا سنك.
٤٩ - التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في (ديوانه ص ٦٦؛ وخزانة الأدب ١١/ ٢١٣، ٢١٦؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٧٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٢٦؛ ولسان العرب ١٣/ ٣١ (أنن)؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٣٥٤؛ وجمهرة اللغة ص ٦١؛ والجنى الداني. ٣٩٩؛ وجواهر الأدب ص ٣٤٨؛ ورصف المباني. ١١٩، ١٢٤، ٤٤٤؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٤٩٢، ٥١٦؛ وشرح المفصل ٨/ ٦، ١٢٢، ١٣٥؛ والكتاب ٣/ ١٥١، ٤/ ١٦٢؛ ولسان العرب ٣/ ٩٨ (بيد)).
المعنى: تقول لي النساء: لقد كبرت وصار شعرك مبيضًا، فأقول لهن: نعم لقد صدقتن.