حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون

صفحة 106 - الجزء 1

  زيادة اللام في الخبر خاصة بالشعر، والثاني أن الجمع بين لام التوكيد وحذف المبتدأ كالجمع بين متنافيين. وقيل: اسم «إِنَّ» ضمير الشأن، وهذا أيضاً ضعيف، لأن الموضوع لتقوية الكلام لا يُناسبه الحذف، والمسموع من حذفه شاذ إلا في باب «أنّ» المفتوحة إذا خُففت، فاستسهلوه لوروده في كلام بني على التخفيف، فحذف تبعاً لحذف النون، ولأنه لو ذُكِرَ لوجبَ التّشديد، إذ الضمائر تردُّ الأشياء إلى أصولها، ألا ترى أن مَنْ يَقول: «لَدُ»، و «لم يَكُ»، و «والله» يقول: «لدُنْكَ»، و «لم يكُنْهُ» و «بكَ


  لام الابتداء دخلت على الخبر بعد إن هذه وهي بمعنى نعم. قوله: (على مبتدأ محذوف) أي: فلا محذور حينئذ لأنها متصدرة في جملتها فلا يضرنا كونها لام ابتداء على هذا التقدير. قوله: (لشبهها بأن المؤكدة لفظاً) أي: والمشابهة اللفظة اعتبرت كثيراً كما قال الخ. قوله: (لفظاً) منصوب على التمييز من النسبة في لشبه الحرف أي يشبه لفظها بأن المؤكدة فهو مثل قولك أعجبني ظناً أي ظنه قوله: (ويضعف الأول) أي؛ الجواب الأول. قوله: (خاصة بالشعر) أي: ولا تكون في غيره كما في قول الشاعر:

  مروا عُجالى فقالوا كيف سيدكم ... فقال من سُئِلوا أمسى لمجهودا

  فإن قلت هلا مثلت بالبيت المشهور وهو:

  أم الحليس لعجوز شهربه ... ترضى من اللحم بعظم الرقبة

  قلت: لعدم تعينه لذلك فقد قيل إن اللام داخلة على مبتدأ محذوف أي: لهي عجوز ومثل ذلك غير متأتٍ في البيت الأول فهو نص في المقصود اهـ دماميني. قوله: (والثاني) وهو أن لام لساحران لام ابتداء دخلت على مبتدأ محذوف قوله: (كالجمع بين متنافيين) من حيث أن التوكيد يقتضي الاهتمام بالمؤكد والاعتناء به وحذفه يقتضي عدم الاعتناء بشأنه فتنافيا، ولقائل أن يقول إنما يتأتى هذا إن لو كان المؤكد باللام هو المبتدأ المحذوف وهو ممنوع وإنما المؤكد نسبة الخبر إلى المبتدأ كما سيأتي صريحاً في كلام المصنف سلمنا أن المؤكد هو المبتدأ لكن لا نسلم التنافي؛ لأن المحذوف لدليل في حكم الثابت اهـ دماميني قوله: (وقيل إن اسم إن ضمير الشأن) أي: وحذف والأصل أنه هذان الخ. قوله: (لا يناسبه الحذف) أي: وضمير الشأن موضوع لتقوية الكلام من حيث أنه يتمكن ما يعقبه في ذهن السامع فضل تمكن لما فيه من الإبهام ثم التفصيل. قوله: (إلا في باب أن الخ) أي: في كل موضع إلا الخ. قوله: (فاستسهلوه) أي: الحذف. قوله: (فحذف تبعاً) أي: لأجل التبعية لحذف النون أي: وقد يجوز حذف الشيء تبعاً، ولا يجوز أن يحذف استقلالاً كالفاعل يحذف مع الفعل ولا يحذف وحده. قوله: (ولأنه لو ذكر الخ) هذا بيان لعلة أخرى لحذفه مع أن المفتوحة المخففة. قوله: (لوجب التشديد) أي: فالحذف لعلة وهي أن الضرورة داعية إلى حذفه عند إرادة تخفيف الحرف قوله: (من يقول لد) أي: بحذف النون تخفيفاً، وقوله ولم يك أي بحذف النون أيضاً وقوله: والله بواو القسم التي