حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون

صفحة 107 - الجزء 1

  لأفعلن»؛ ثم يَرِدُ إشكال دخول اللام، وقيل: «هذان» اسمها، ثم اختلف، فقيل: جاءت على لغة بلحارث بن كعب في إجراء المثنى بالألف دائماً، كقوله [من الرجز]:

  ٥٠ - إنْ أَبَاهَا وأَبا أباها ... قَدْ بَلَغَا في المجدِ غَايَتاها

  واختار هذا الوجه ابن مالك، وقيل: «هذان» مَبْنِي لدلالته على معنى الإشارة؛


  ليست بأصل الحروف القسم. قوله: (يقول) أي: عند الإتيان بالضمير. قوله: (وبك الخ) أي: أنه لما أبدل الاسم الظاهر وهو الله بالضمير أتى بأصل حروف القسم وهو الباء بدل الواو التي ليست بأصل؛ لأن الضمائر ترد الأشياء إلى أصولها وقد يرد على هذا التعليل قوله:

  فلو أنك في يوم الرخاء سألتني ... وقوله بأنك ربيع وغيث مربع

  فأتى بالضمير ولم يشدد وأجيب بأن هذا ضرورة ولا يرد يدك ودمك وفمك؛ لأن الضمائر إنما ترد الأشياء لأصولها المستعملة وأصل يد ودم وفم غير مستعمل اهـ دماميني. قوله: (ثم يرد إشكال دخول اللام) على لساحران فإنه على هذا الرأي خبر المبتدأ الذي هو هذان وقد مر أن خبر المبتدأ لا تداخله اللام. قوله: (ثم اختلف) أي: أهل هذا التوجيه. قوله: (فقيل جاءت) أي: هذه القراءة. قوله: (بلحرث) أي: بني الحرث لكن خففت بحذف ما عدا الباء وقد يكتبه بعضهم على هذه الصورة وبعضهم على صورته الأصلية. قوله: (دائماً) أي: في حالة الرفع والنصب والجر. قوله: (قد بلغنا في المجد غايتاها) أثبت ألف المثنى في حالة النصب كما في الآية.

  قوله: (واختار هذا الوجه) أي: التوجيه ابن مالك الخ، قال بعضهم وهذه اللغة هي القياس؛ لأن الألف إنما اجتلبت للدلالة على الاثنين فالقياس أن يلزم ويقدر عليها الإعراب ولم يجتلب لعامل الرفع حتى تزول بزواله بل هي سابقة عليه. قوله: (مبني) على الألف. قوله: (لدلالته على الإشارة) أي: على معنى الإشارة أب على معنى الحرف


٥٠ - التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق (ديوانه ص ١٦٨؛ وله أو لأبي النجم في الدرر ١/ ١٠٦؛ وشرح التصريح ١/ ٦٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٢٧؛ والمقاصد النحوية ١/ ١٣٣، ٣/ ٦٣٦؛ وله أو لرجل من بني الحارث في خزانة الأدب ٧/ ٤٥٥؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٤٦؛ والإنصاف ١٨؛ وأوضح المسالك ١/ ٤٦؛ وتخليص الشواهد ص ٥٨؛ وخزانة الأدب ٤/ ١٠٥، ٧/ ١٤٥٣؛ ورصف المباني ٢٤، ٢٣٦؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٧٠٥؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٨٥؛ وشرح ابن عقيل ٣٣؛ وشرح المفصل ١/ ٥٣؛ وهمع الهوامع ص ١/ ٣٩).

اللغة والمعنى: المجد الرفعة والشرف غايتاها أي منتهاها. والمقصود بالغايتين: الحسب والنسب.

يقول الشاعر: إن أبا هذه المرأة وجدها قد بلغا في المجد إلى الذروة.