حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيهات

صفحة 535 - الجزء 2

  «إنّ على محله من الرفع بالابتداء؛ لأن الطالب للمحل قد زال.

  واختار ابن مالك المذهب الأول، مع اعترافه بأن الضمير مستتر في الظرف، وهذا تناقض، فإن الضمير لا يستكن إلا في عامله.

  وإن لم يعتمد الظرف أو المجرور نحو: «في الدار»، أو «عندك زيد» فالجمهور يوجبون الابتداء، والأخفش والكوفيون يجيزون الوجهين، لأن الاعتماد عندهم ليس بشرط ولذا يجيزون في نحو: «قائم زيد» أن يكون «قائم» مبتدأ و «زيد» فاعلاً، وغيرهم يوجب كونهما على التقديم والتأخير.

  ***

  تنبيهات - الأول: يحتمل قول المتنبي يذكر دار المحبوب [من المنسرح]:


  ومررت بعمرو أنفسهما برفع أنفسهما بتقدير هما صاحباي أنفسهما وبنصبه بتقدير أعنيهما. قوله: (على محله) أي: قبل دخول الناسخ وهو الرفع بالابتداء، وقوله لأن الطالب أعني الابتداء قد زال بوجود الناسخ قوله: (لأن الطالب للمحل قد زال الخ) يأتي في أقسام العطف من الباب الرابع أن في الاتباع على المحل خلافاً في اشتراط بقاء الطالب للمحل فالقول بالمنع مبني على اشتراط بقائه. قوله: (المذهب الأول) أعني كون العامل في المرفوع بعد الظرف الفعل المحذوف. قوله: (مع اعترافه بأن الضمير) أي: الذي في متعلق الظرف وقوله مستتر في الظرف أي عند حذف المتعلق قوله: (إلا في عامله) أي: فهذا يفيد أن العامل في الضمير الظرف فإن وقع بعد الظرف اسم مرفوع كان فاعلاً بالظرف لخلوه من الضمير.

  قوله: (وإن لم يعتمد) هذا مفهوم قوله سابقاً فإن تقدمها نفي أو استفهام الخ؛ لأن ذاك معناه إن اعتمد على واحد من الأمور الخمسة قوله: (لأن الاعتماد عندهم ليس بشرط) أقول حكى صاحب الضوء عن سيبويه أنه يفصل في الاسم الواقع بعد الظرف بين أن يكون حدثاً، وأن يكون غيره فإن كان حدثاً فارتقاعه عنه بالفاء عليه وإن لم يعتمد الظرف وذلك نحو قولهم يوم الجمعة الخروج وأمامك الوقوف ومنه قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ}⁣[فصلت: ٣٩] إذ التقدير ومن آياته رؤيتك، وأما عند الخليل فلا فرق بين الحدث وغيره في اشتراط الاعتماد وارتفاع هذه الأسماء عنده بالابتداء وهو الأقرب إلى القياس هذا كلامه ولم أقف على نقل هذا التفصيل عن سيبويه في غيره وهو غريب إذ ظاهر قوله فارتقاعه عند سيبويه بالفاعلية أنه لا يرتفع عنده بالابتداء ومن ذهب إلى ان الاعتماد ليس بشرط لم يوجب الفاعلية دون الابتداء بل جوز الوجهين اهـ دماميني. قوله: (قائم زيد) أي: اسم الفاعل غير المعتمد قوله: (على التقديم) أي: تقديم الخبر على المبتدأ قوله: (الأول) في بعض النسخ يحتمل بدون الأول. قوله: