تنبيهات
  ٦٨٨ - ظَلْت بِهَا تَنْطَوِي عَلَى كَبِدِ ... نضيجَةٍ فَوْقَ خَلْبِهَا يَدُهَا
  أن تكون «اليد» فيه فاعلة بـ «نضيجة»، أو بالظرف، أو بالابتداء، والأول أبلغ، لأنه أشد للحرارة، و «الخلب»: زيادة الكبد، أو حجاب القلب، أو ما بين الكبد والقلب، وأضاف «اليد» إلى «الكَبِدِ» للملابسة بينهما؛ فإنهما في الشخص.
  ولا خلاف في تعين الابتداء في نحو: في «داره زيد» لئلا يعود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة.
  فإن قلت «في دارِه قيام زيد» لم يجزها الكوفيون ألبتة، أما على الفاعلية
  (ظلت) بكسر التاء يخاطب به الناقة ويفتحها خطاباً لمن جرده من نفسه وقوله بها أي الدار وتنطوي خبر ظل وهي بمعنى صار والباء في بها بمعنى في أي صرت فيها وفاعل تنطوي المخاطب. قوله: (ظلت) أصله ظللت بلامين أولاهما مكسورة فحذفت الأولى فصار ظلت وهذه لغة سليم ويجوز عندهم فتح الظاء وكسرها وتحرير لغتهم أنهم يجوزون حذف عين الفعل المضاعف المتصل بياء التضعيف نحو ظليت قائماً أو نونه نحو النساء ظلن متبرجات وينقلون حركة العين على الفاء وجوباً ان سكنت نحو أحست بكذا أصله أحسست وجوازاً إن تحركت العين بغير الفتح نحو ظلت، وحينئذ فلك في ظلت عندهم كسر الظاء وفتحها وأما ان كانت العين مفتوحة نحو هممت فلا تكون الفاء بعد التخفيف بحذف العين إلا مفتوحة نحو همت. قوله: (نضيجة) من نضج اللحم وهو تكامل طبخه. والمراد بها شدة الحرارة وإفراطها قوله: (فاعله بنضيجة) أي: والظرف حال.
  قوله: (أو بالابتداء) أي: والظرف خبر مقدم، وقوله أو بالابتداء عطف على فاعله أي أو مرفوعة بالابتداء. قوله: (لأنه أشد) أي: لأنه يفيد زيادة شدة الحرارة في الكبد. قوله: (فإنهما في الشخص) أي: لأنهما في الشخص والأولى أن الملامسة من حيث وضع يده عليها أي إنه دائماً واضع يده على كبده فانشوت يده من حرارة الكبد، وإنما كان هذا الأولى لأن ما قاله يلزم عليه أن يقال رجل الكبد ورأس الكبد وغير ذلك لأن كلا في الشخص. قوله: (ولا خلاف الخ) هذا هو التنبيه الثاني من التنبيهات الأربع. قوله: (لئلا يعود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة) أي: ولو جعل مبتدأ لعاد الضمير على متقدم رتبة وإن تأخر لفظاً ولا يقال إنه يلزم تقدم الخبر الفعلي لأنا نقول إنما يكون كذلك على طريقة قليلة تعين تقدير المحذوف فعلاً نحن لا نقول بالتعين.
٦٨٨ - التخريج: البيت للمتنبي في (ديوانه ٢/ ١٧).
اللغة: ظَلْت: ظللت حذفت اللام الأولى تخفيفاً. نضيجة: صفة مشبهة من نضج اللحم إذا تكامل طبخه الخلب زيادة الكبد أو حجاب القلب أو ما بين الكبد والقلب.
المعنى: يقول: وقفت بتلك الدار واضعاً يدي على كبدي التي أنضجتها حرارة الوجد. والمحزون يفعل ذلك كثيراً لما يجده في كيده من حرارة الوجد.