حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيهات

صفحة 537 - الجزء 2

  فلما قدمنا وأما على الابتدائية فلأنَّ الضمير لم يَعُدْ على المبتدأ، بل على ما أضيف إليه المبتدأ والمستحق للتقديم إنما هو المبتدأ؛ وأجازه البصريون على أن يكون المرفوع مبتدأ، لا فاعلاً، كقولهم: «في أكْفَانِهِ درج الميت»، وقوله [من الطويل]:

  ٦٨٩ - بِمَسْعَاتِهِ هُلْكُ الْفَتَى أَوْ نَجَاتُهُ

  وإذا كان الاسم في نيَّة التقديم كان ما هو من تمامه كذلك.

  والأرْجَحُ تعيين الابتدائية في نحو: «هل أفْضَلُ منك زيد» لأن اسم التفضيل لا يرفع الفاعل الظاهر عند الأكثر على هذا الحدّ، وتجوز الفاعلية في لغة قليلة.

  ومن المشكل قوله [من الوافر]:

  فَخَيْرٌ نَحْنُ عِندَ النَّاسِ مِنْكُمْ ... [إِذَا الدَّاعِي الْمُثَوِّبُ قَالَ يَا لَا]

  لأن قوله: «نحن» إن قُدْرَ فاعلاً لزم إعمال الوصف غير معتمد، ولم يثبت،


  قوله: (فلما قدمنا) أي: من عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة. قوله: (انما هو المبتدأ) أي: لا ما أضيف إليه قوله: (وأجازه) هذا التركيب. قوله: (لا فاعلا) أي: وإلا لزم عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبه. قوله: (لقولهم) أي: العرب. قوله: (في أكفانه) خبر مقدم ودرج مصدر مبتدأ مؤخر فالمراد بالدرج اللف الميت في أكفانه. قوله: (وإذا كان الاسم في نية التقديم) أي: كالمبتدأ وهذا هو محط العلة في الجواز وهو رد على الكوفيين القائلين في علة المنع؛ لأن الضمير لم يعد الخ. قوله: (ما هو من تمامه) أي: وهو المضاف إليه، وقوله كذلك أي في نية التقديم.

  قوله: (والأرجح الخ) هذا هو التنبيه الثالث وقد ذكره المصنف هو والذي بعده استطراداً لأن كلامنا في المرفوع بعد الظرف والجار والمجرور لا في المرفوع بعد اسم التفضيل. قوله (تعين الابتدائية) أي: ابتدائية الاسم المتأخر قوله: (على هذا الحد) أي: على هذا الوجه وهو غير مسألة الكحل أما على هذا الحد مسألة وهو الكحل فيجوز أن يكون كل فرع فاعلاً قوله: (في لغة) حكاها يونس عن جماعة من العرب ونقلها سيبويه في كتابه فتقول عليها مررت برجل أكرم منه أبوه بإتباع أكرم لرجل ورفع أبوه على فاعل بأكرم فكأنهم أجازوا ذلك لأنه بمعنى مررت برجل فائق في الكرم أبوه فحذف. قوله: (ومن المشكل) هذا هو التنبيه الرابع. قوله: (ولم يثبت) أي: لم يرد في ذلك دليل يفيد الجواز وأما قوله:

  خبير بنو لهب فلاتك ملغياً


٦٨٩ - استخريج: الشطر بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٨٤٧).

اللغة: بمسعاته: بسعيه. هلك: هلاك.

المعنى: ينجو الإنسان أو يهلك بسبب عمله وسعيه وهذا للدنيا والآخرة.