الخامس: أنه لا يكون فعلا تابعا لفعل
  مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ}[يس: ٢٠، ٢١]، ونحو: {أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ١٣٢ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ١٣٣}[الشعراء: ١٣٢ - ١٣٣] وقوله [من الطويل]:
  أَقُولُ لَهُ أَرْحَلْ لَا تُقِيمَنْ عِندَنَا ... [وَالأفكُنْ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ مُسْلِمَا]
  الخامس: أنه لا يكون فعلاً تابعاً لفعل، بخلاف البدل، نحو قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ٦٨ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ}[الفرقان: ٦٨ - ٦٩].
  السادس: أنه يكون بلفظ الأول، ويجوز ذلك في البدل بشرط أن يكون مع الثاني زيادة بيان، كقراءة يعقوب: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا}[الجاثية: ٢٨] بنصب «كل» الثانية؛ فإنها قد اتصل بها ذكرُ سبب الجثو، وكقول الحماسي [من الطويل]:
  ٦٩٧ - رُوَيْدَ بَنِي شَيْبَانَ بَعْضَ وَعِيدَكُمْ ... تُلاقوا غَداً خَيْلِي عَلَى سَفَوَانِ
  قوله: (أتبعوا من لا يسألكم أجراً) بدل من قوله اتبعوا المرسلين.
  قوله: (إنه) أي: البيان لا يكون الخ. قوله: (يضاعف) بدل من يلق بدليل الجزم لا إنه من بدل الجملة من الجملة قوله: (إنه لا يكون بلفظ الأول) أي: سواء اتصل بالثاني زيادة بيان أو لا هذا صريحه لأن الشيء لا يبين بنفسه وقد اعترضه الدماميني بأنه إذا اتصل بالثاني زيادة بيان كان بها غير الأول فلا مانع من كونه يجوز أن يكون بياناً ولا يظنهم يختلفون فيه والذي لا يكون بياناً ما إذا لم يتصل بالثاني زيادة بيان، فحينئذ لا فرق بين البدل والعطف البيان اهـ تقرير دردير قوله: (بنصب كل الثانية) أي: على أنها بدل لا على أنها عطف بيان لأن الشيء لا يبين بنفسه هذا، مراده، وأما بالرفع فيكون جملة مستأنفة. قوله: (رويد بني شيبان الخ) في رواية بتنوين رويد وهو اسم فعل أمر وبعض وعيدكم مفعوله وبني شيبان منادى فهو جملة معترضة بين اسم الفعل ومعموله أي أمهلوا بعض وعدكم يا بني شيبان قوله: (تلاقوا) فعل مضارع مجزوم بحذف النون في جواب الأمر. قوله: (على سفوان) بالسين والفاء المفتوحتين ماء على أميال من البصرة والبيت من
٦٩٧ - التخريج: الأبيات لوداك بن ثميل المازني في (شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٢٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٢١؛ وله أو لا بن سنان بن ثميل المازني في شرح شواهد المغني ٢/ ٨٥٣؛ والبيت الأول مع نسبته في شرح المفصل ٤/ ٤١؛ ومعجم ما استعجم ص ٧٤٠؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٣/ ١٩٠ (رود)؛ والمحتسب ١/ ١٥٠).
اللغة: تلاقوهم فتعرفوا تلاقوا في بلائهم ما يستدل به على حسن صبرهم. الحدثان: نوائب الدهر. وليس للحدثان يد وإنما استعير ذلك لأن أكثر الجناية تكون باليد.
المعنى: عندما تلاقون هؤلاء الرجال تعرفون من بلائهم ما يستدل على حسن صبرهم على ما يصيبهم من مصاعب الدهر.