حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

ما افترق فيه الحال والتمييز، وما اجتمعا فيه

صفحة 33 - الجزء 3

  ٧٠٨ - [ضَيَّعْتُ حَزْمِيَ فِي إِبْعَادِيَ الأَمَلا] ... وَمَا أَرْعَوَيْتُ، وَشَيْبَا رَأْسِيَ اشْتَعَلَاَ

  وقوله [من المتقارب]:

  ٧٠٩ - أَنفُسَا تَطِيبُ بِنَيْلِ الْمُنَى ... وَدَاعِي الْمَنُونِ يُنَادِي جِهَارَاً

  فضرورتان.

  السادس: أن حق الحال الاشتقاق، وحق التمييز الجمود، وقد يتعاكسان فتقع الحال جامدة، نحو: «هذا مَالُكَ ذَهَبا»، {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا}⁣[الأعراف: ٧٤] ويقع التمييز مشتقا، نحو: (للَّهِ دَرُّهُ فَارِساً)، وقولك: «كَرُمَ زَيْد ضَيْفاً» إذا أردت الثناء على


  قوله: (يفسره المذكور) أي: وهو تحلبا وقر لأن إذا إنما تدخل على الأفعال. قوله: (هو المحذوف) أي: وهو متقدم على التمييز. قوله: (فضرورتان) فيه أنه لا معنى لادعاء الضرورة مع إمكان انتصاب التمييز بفعل محذوف دل عليه المذكور والأصل وما ارعويت وقد اشتعل شيباً رأسي اشتعل وأنفساً تطيب الخ. قوله: (ذهباً) حال من الخبر أي هذا مالك حال كون المال ذهباً وقوله بيوتاً أي حال كون الجبال بيوتاً، وأما قوله الجبال فهو مفعول، وأما نسخة من الجبال بيوتاً فلا تصح لأن البيوت فيها مفعول لأن تحت يتعدى إلى مفعول بنفسه. قوله: (فارساً) أي: فهو لا يصح أن يكون حالاً لأنها لا تصح أن تكون مقيدة ولا مؤكدة، أما الأول فلأن المقصود التعجب من فروسيته دائماً لا التعجب منه في حال كونه فارساً فقط أي راكباً للفرس، وأما الثاني فلأن لم يستفيد معناها بدونها لأن قولك الله دره يحتمل أن التعجب منه من جهة العلم أو من جهة فروسيته ولكن الظاهر أنه يصح أن يكون حالا مقيدة إذ لا يتعجب من الفروسية إلا إذا كانت موجودة إذ لو لم تكن موجودة لا يقال له فارس حتى أنه يتعجب من فروسيته إلا أن يقال أنه. يصح بالنظر للوصف الذي شأنه القيام به سواءً كان موجوداً معه أو لا، ولذا قال الرضى إن التمييز


٧٠٨ - التخريج البيت بلا نسبة في (شرح الأشموني ١/ ٢٦٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٨؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤).

اللغة: الحزم: ضبط الأمور ارعوى: رجع إلى ما ينبغي الرجوع إليه. اشتعل رأسه شيباً: أي كبر، أو كثرت عليه الهموم.

٧٠٩ - التخريج البيت لرجل من طيّئ في (شرح التصريح ١/ ٤٠٠؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٧؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٢٩٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٢؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤١).

شرح المفردات: تطيب تطمئن المنى: ج المنية وهي المراد المنون: الموت. الجهار: العلانية.

المعنى: يقول: إن النفوس لتغتبط بما تحققه من أمان، وتغفل عن الموت الذي يدعوها علانية إلى الزوال.