والذي يظهر لي أنها منحصرة في عشرة أمور
  ٧١٨ - عَرَضْنَا فَسَلَّمْنَا فَسَلَّمَ كَارِهَا ... عَلَيْنَا، وَتَبْرِيحٌ مِنَ الْوَجْدِ خَانِقُهُ
  ولا دليل فيهما؛ لأن النكرة موصوفة بصفة مذكورة في البيت ومقدرة في الآية، أي: وطائفة من غيركم، بدليل {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ}[آل عمران: ١٥٤].
  ومما ذكروا من المسوغات: أن تكون النكرة محصورة، نحو: «إنما في الدار رجل»، أو للتفصيل، نحو: «الناسُ رَجُلانِ رَجُلٌ أكرمته ورجل أهنته»، وقوله [من المتقارب]:
  ٧١٩ - فَأَقْبَلْتُ زَحْفاً عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ ... فَثَوْبٌ لَيستُ وَثَوْبٌ أَجُرْ
  وقولهم: «شَهْر ثَرَى وَشَهر ترى وشهر مَرْعَى»، أو بعد فاء الجزاء، نحو: «إن مَضَى عَيْرٌ فَعَيْرٌ فِي الرِّبَاطِ».
  وفيهن نظر؛ أما الأول فلأن الابتداء فيها بالنكرة صحيحٌ قبل مجيء «إنما»، وأما
  قوله: (ولا دليل فيهما) كأنه رأى أن المثال هذا في حكم الاستدلال ولو قال وفيما مثل به نظر كان أولى لأنه إنما ذكرهما مثالاً لا دليلاً قوله: (ومما ذكروا الخ) منه أيضاً لوقوع بعد لولا كقوله:
  لولا اصطبار لودي كل ذي مقةٍ
  والمقة الحب وكان المصنف يرى المسوغ وصفاً مقدراً. قوله: (رجل) مبتدأ والمسوغ التفصيل بعد الإجمال وأكرمته خبر. قوله: (فثوب) مبتدأ ونسيت خبر والمسوغ التفصيل بعد الإجمال لأن الأصل على الركبتين في ثوبين فثوب الخ. قوله: (ثري) بالثاء المثلثة وهو بلا تنوين لمناسبة ما بعده وكذلك مرعي بلا تنوين قوله: (شهر ثري) أي: الأشهر شهر ثري فالأشهر مبتدأ أول وشهر مبتدأ ثان ثري خبر وسوغ الابتداء بشهر التفصيل بعد الإجمال اهـ تقرير دردير قوله: (فعير) بالفتح أي حمار وعلى هذا يناسبه نسخة الرباط وعلى نسخة الرهط يناسبه ضبط غير بالكسر أي جمل. قوله: (أما الأولى فلأن الابتداء الخ) فيه أن هذا إنما هو قدح في المثال لا في القاعدة وهو لا يضر فيها ولك
٧١٨ - التخريج: البيت لابن الدمينة في (ديوانه ص ٥٣؛ وأمالي القالي ١/ ١٥٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٥؛ والشعر والشعراء ٢/ ٧٣٥).
اللغة: عرضنا ظهرنا التبريح الشدة. الوجد: الحب الشديد والغيظ الشديد.
المعنى: ظهرت لوالدها فألقيت السلام فرده كارهاً وهو يكاد يختنق من الحنق والغيظ لغيرته على بناته.
٧١٩ - التخريج: البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ١٥٩؛ والأشباه والنظائر ٣/ ١١٠؛ وخزانة الأدب ١/ ٣٧٣، ٣٧٤؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٦؛ والكتاب ١/ ٨٦؛ والمقاصد النحوية ١/ ٥٤٥؛ وبلا نسبة في المحتسب ٢/ ١٢٤).