حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والذي يظهر لي أنها منحصرة في عشرة أمور

صفحة 54 - الجزء 3

  الثانية فلاحتمال «رجل» الأول للبدلية والثاني عطف عليه، كقوله [من الطويل]:

  ٧٢٠ - وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجْلِ صَحِيحَةٍ ... وَرِجْلٍ رَمَى فِيهَا الزَّمَانُ فَشَلَّتِ

  ويُسمى بَدَل التفصيل، ولاحتمال «شهر» الأول الخبرية، والتقدير: أشْهرُ الأرض الممطورة شهر ذو ثرى، أي ذو تراب نَد، وشهر ترى فيه الزرع، وشهر ذو مرعى؛ ولاحتمال «نسيت» و «أجُرُّ للوضفِيَّة والخبر محذوف أي فمنها ثوب نسيته وثوب أجره؛ ويحتمل أنهما خبران وثم صفتان مقدَّرتان، أي: فثوب لي نسيته وثوب لي أجره، وإنما نسِيَ ثوبَهُ لشغل قلبه كما قال [من الطويل]:

  ٧٢١ - [وَمِثْلُكَ بَيْضَاءِ الْعَوَارِضِ طَفْلَةٍ] ... لَعُوبِ تُنسيني، إِذَا قُمْتُ، سِرْبَالِي

  وإنما جر الآخَرَ ليعفي الآثَر عن القَافَةِ، ولهذا زحف على ركبتيه؛ وأما الثالثة فلأن المعنى فعير آخَرُ، ثم حذفت الصفة؛ ورأيت في كلام محمد بن حَبِيبَ - وحبيب ممنوع من الصرف لأنه اسم أمه - قال يونس: قال رؤبة: المطر شهر ثَرَى إلخ، وهذا


  أن تمثلها بقولك إنما قائم رجل فاعتراض المصنف على هذا غير ظاهر بخلاف ما بعده. قوله: (والثاني عطف عليه) أي: بحسب الظاهر من اللفظ وإلا ففي نفس الأمر مجموع الأمرين هو البدل وهذا مثل الرمان حلو حامض فقد جعلوا هذا من تعدد الخبر نظراً للظاهر، وأما في المعنى ونفس الأمر فالخبر مجموع الأمرين. قوله: (فشلت) هذا من الألفاظ التي سميت مبنية للمفعول مثل حب.

  قوله: (الخبرية) أي: وليس مبتدأ كما هو أصل الدعوى. قوله: (ند) أي: مبلول بالماء. قوله: (للوصفية) أي: ولا تجعل خبراً كما هو قول المدعي. قوله: (أي فمنها) في نسخة فمن أثوابي ثوب قوله: (لعوب) أي امرأة لعوب أي كثيرة اللعب. قوله: (إنما جر الآخر) أي: وإنما جر الثوب الآخر، وقوله ليعفى الأثر أي ليخفي الأثر على القافة الذين يعرفون أقدام من مشى. قوله: (ولهذا) أي: ولأجل إخفائه الأثر على القافة زحف على ركبتيه ولم يمش مبالغة في إخفاء الأثر. قوله: (ممنوع من الصرف) أي: فلا تصرفه وتقول ابن حبيب وما قاله المصنف قول الأكثر وقال الأقل إنه مصروف لأنه اسم أبيه. قوله: (لأنه أمه) أي: وإنما نسب إليها لأن أباه لاعنها وكان عالماً بالنسب واللغة


٧٢٠ - التخريج: البيت لكثير عزّة في (ديوانه ص ٩٩؛ وأمالي المرتضى ١/ ٤٦؛ وخزانة الأدب ٥/ ٢١١، ٢١٨؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٤٢؛ والكتاب ١/ ٤٣٣؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٤؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٤٣٨؛ وشرح المفصل ٣/ ٦٨؛ والمقتضب ٤/ ٢٩٠).

المعنى: كنت كصاحب رجلين تمنيت لو شلت إحداهما حتى لا أبتعد عنها وأبقى ملازماً لها.

٧٢١ - التخريج: البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ٣٠؛ والأزهية ص ٢٣٢؛ وخزانة الأدب ١/ ٦٦؛ ولسان العرب ٥/ ٣٢٤ (نسا)؛ والمنصف ١/ ٩٣).